الصفحة 16 من 25

المسألة الثالثة : انحراف كثير من الفقهاء عن الإخلاص

أولا: العنصر البشري هو أساس أي إصلاح أو تغيير

معلوم أن العنصر البشري أساس أي تغير أو تغيير أو إصلاح ،وما الوسائل إلا عوامل مساعدة ليس إلا، فبندقية بيد رام خير من صاروخ بيد من لا يعرف استعماله ، ولطالما كان الهم الأكبر عند الصالحين من أهل الزهد والتقوى الاطمئنان على إخلاص النية لما لها من بركة وأثر عظيم ومتعد في الدنيا قبل الآخرة ، ولقد سئل حمدون بن أحمد: (( ما بال كلام السلف أنفع من كلامنا ؟ ) )فقال: (( لأنهم تكلموا لعز الله ونجاة النفوس ورضا الرحمن ، ونحن نتكلم لعز النفوس وطرب الدنيا ورضا الخلق ) ).

ثانيا: ضعف حصول البركة المرجوة علامة على وجود خلل

1)جاء عن كثير من السلف ( مثل [1] :(( سفيان الثوري، مجاهد، سماك، حبيب بن أبي ثابت، هشام الدستوائي ) )قالوا: (( طلبنا هذا الشأن ومالنا فيه من نية ثم رزقنا الله النية من بعد ) ).

قال الإمام الذهبي [2] :

(( قلت: نعم يطلبه أولاً والحاصل له حب العلم وإزالة الجهل عنه وحب الوظائف ونحو ذلك ، ولم يكن علم وجوب الإخلاص فيه ولا صدق نية فإذا علم حاسب نفسه وخاف من وبال قصده فتجيئه النية ) ).

وقال في موضع آخر [3] - بعد أن ذكر أصناف الذين طلبوا العلم-:

(( فخلف من بعدهم خلف بأن نقصهم في العلم والعمل وتلاهم قوم انتموا إلى العلم في الظاهر ولم يتقنوا منه سوى نزر يسير أو هموا به أنهم علماء فضلاء ولم يدر في أذهانهم قط أنهم يتقربون إلى الله لأنهم ما رأوا شيخاً يقتدى به في العلم فصاروا همجاً رعاعاً.... ) ).

سؤال إيماني لمكاشفة أنفسنا

(1) )"العلل ومعرفة الرجال /3/235"،"حليلة الأولياء /5/285، 6/367،"سير أعلام النبلاء /4/455،"7/17"،"7/152".

(2) )"سير أعلام النبلاء /7/17"

(3) ) سير أعلام النبلاء ( 7/152)

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام