كتابه وأسلم وجهه لله وهو محسن بحيث يكون عمله صالحا ويكون لوجه الله خالصا فإنه يجد من السرور واللذة والفرح ما هو أعظم مما يجده الداعي )) .
يقول شيخ الإسلام [1]
(( فإن الإنسان قد يقصد سؤال الله وحده والتوكل عليه لكن في أمور لا يحبها الله بل يكرهها وينهى عنها ، فهذا وإن كان مخلصا له في سؤاله والتوكل عليه لكن ليس هو مخلصا في عبادته وطاعته وهذا حال كثير من أهل التوجهات الفاسدة أصحاب الكشوفات والتصرفات المخالفة لأمر الله ورسوله فإنهم يعانون على هذه الأمور وكثير منهم يستعين الله عليها لكن لما لم تكن موافقة لأمر الله ورسوله حصل لهم نصيب من العاجلة وكانت عاقبتهم عاقبة سيئة ) ).
يقول شيخ الإسلام [2]
(( وقد ثبت في الصحيح عن النبي انه قال من قال لا اله إلا الله مخلصا من قلبه حرمه الله على النار،فإن الإخلاص ينفى أسباب دخول النار فمن دخل النار من القائلين لا اله إلا الله لم يحقق إخلاصها المحرم له على النار بل كان في قلبه نوع من الشرك الذي أوقعه فيما ادخله النار والشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل [3] ولهذا كان العبد مأمورا في كل صلاة أن يقول إياك نعبد وإياك نستعين والشيطان يأمر بالشرك والنفس تطيعه في ذلك فلا تزال النفس تلتفت إلى غير الله أما خوفا منه وأما رجاء له فلا يزال العبد مفتقرا إلى تخليص توحيده من شوائب الشرك وفى الحديث الذي رواه ابن أبي عاصم وغيره عن النبي انه قال يقول الشيطان أهلكت الناس بالذنوب وأهلكوني بلا اله إلا الله والاستغفار [4] فلما رأيت ذلك بثثت فيهم الأهواء فهم يذنبون ولا يستغفرون لأنهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ) ).
(1) ) مجموع الفتاوى 2/326
(2) ) مجموع الفتاوى 10/261
(3) ) تقدم تخريجه .
(4) ) ضعيف الجامع رقم: 3795 الألباني .