خَلِيلًا [1] فذكر إحسان الدين أولا ثم ذكر الإحسان ثانيا فإحسان الدين هو والله أعلم الإحسان المسئول عنه في حديث جبريل فإنه سأله عن الإسلام والإيمان )) .
يقول شيخ الإسلام [2]
قال سبحانه (( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ(26) إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (27) وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (28) . الزخرف . فهذه الكلمة هي كلمة الإخلاص لله وهي البراءة من كل معبود إلا من الخالق الذي فطرنا كما قال صاحب ياسين وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22) أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ (23) .
ويقول [3] :
(( فإن تحقيق الشهادة بالتوحيد يقتضى أن لا يحب إلا لله ولا يبغض إلا لله ولا يوالى إلا لله ولا يعادي إلا لله وأن يحب ما يحبه الله ويبغض ما أبغضه ويأمر بما أمر الله به وينهي عما نهي الله عنه وإنك لا ترجو إلا الله ولا تخاف إلا الله ولا تسأل إلا الله وهذا ملة إبراهيم وهذا الإسلام الذي بعث الله به جميع المرسلين ) ).
لابد للإنسان أن يتوكل على أحد إما على نفسه وذلك عين الجهل والغرور وإما على غيره وذلك شرك وإما على المولى سبحانه وذلك المخلص ، يقول شيخ الإسلام [4] : (( والمخلص لا يكون مخلصا مع توكله على غير الله فإن ذلك شرك ) ).
ويقول [5]
(( وإذا توجه إلى الله بصدق الافتقار إليه واستغاث به مخلصا له الدين أجاب دعاءه وأزال ضرره وفتح له أبواب الرحمة فمثل هذا قد ذاق من حقيقة التوكل والدعاء لله ما لم يذق غيره وكذلك من ذاق طعم
(1) )النساء 125
(2) ) التحفة العراقية 1/61
(3) ) مجموع الفتاوى 8/337
(4) ) مجموع الفتاوى: 15/114 ))
(5) ) الزهد والورع والعبادة 1/82