أ ) المتابعة:
ويقصد بها الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم في كل عمل ظاهر عمله على وجه التقرب إليه سبحانه ولم يأت دليل على أنه خاص به كالزواج بأكثر من أربع ، قال سبحانه: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21) . الأحزاب .وقال: (( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) )آل عمران: 31.
ب) الموافقة:
ويقصد بها متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم في القصد والنية في أي عمل عمله .
يقول شيخ الإسلام [1]
(( النية و القصد هما عمل القلب فلابد في المتابعة للرسول صلى الله عليه و سلم من اعتبار النية و القصد ومن هذا الباب أن النبي صلى الله عليه و سلم لما احتجم و أمر بالحجامة و قال في الحديث الصحيح شفاء أمتي في شرطة محجم أو شربة عسل أو كية بنار و ما أحب أن اكتوى كان معلوما أن المقصود بالحجامة إخراج الدم الزائد الذي يضر البدن فهذا هو المقصود ) ).
ويقول [2]
(( ما فعله على وجه التقرب كان عبادة تفعل على وجه التقرب وما أعرض عنه ولم يفعله مع قيام السبب المقتضى لم يكن عبادة ولا مستحبا وما فعله على وجه الإباحة من غير قصد التعبد به كان مباحا ومن العلماء من يستحب مشابهته في هذا في الصورة كما كان ابن عمر يفعل وأكثرهم يقول إنما تكون المتابعة إذا قصدنا ما قصد وأما المشابهة في الصورة من غير مشاركة في القصد والنية فلا تكون متابعة فما فعله على غير العبادة فلا يستحب أن يفعل على وجه العبادة فان ذلك ليس بمتابعة بل مخالفة ) ).
ج) متابعته في الظاهر ومخالفته في الباطن
من الناس من يجتهد في الظاهر ويهمل متابعة الباطن مثل من يحرص على إتقان الصلاة ظاهرا ، ولا يجتهد في مجاهدة نفسه للخشوع [3] وتدبر القرآن مع وجوبهما [4] ، قال سبحانه (( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ(1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ )).المؤمنون ..محمد: 24.ويقول سبحانه: (( إنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ
(1) ) مجموع الفتاوى: 17/486
(2) ) مجموع الفتاوى: 27/422 )) .
(3) ) هو حضور القلب مع سكون الجوارح والحركة تنافي الخشوع . قاله العلامة ابن عثيميين (( فتاوى نور على الدرب ) ).
(4) ) ذهب بعض أهل العلم إلى وجوب الخشوع في الصلاة ومنهم شيخ الإسلام القواعد النورانية: 1/ 46، وللأسف هناك كثير من الفقهاء عندما يتحدثون عن واجبات الصلاة أو مستحباتها ، لا يتحدثون عن الخشوع ،وليس مجال البسط في أدلة الوجوب .