فهرس الكتاب
الصفحة 69 من 188

ومن كذب بآيات اللّه التي جاءه بها الرسول،والتي لفته إليها في صفحات هذا الوجود.يمسهم العذاب بسبب كفرهم،الذي يعبر عنه هنا بقوله: «بِما كانُوا يَفْسُقُونَ» حيث يعبر القرآن غالبا عن الشرك والكفر بالظلم والفسق في معظم المواضع ..

تصور واضح بسيط لا تعقيد فيه ولا غموض.وبيان محكم عن الرسول ووظيفته وحدود عمله في هذا الدين ..

تصور يفرد اللّه سبحانه بالألوهية وخصائصها ويرد إلى مشيئة اللّه وقدره الأمر كله،ويجعل للإنسان - من خلال ذلك - حرية اتجاهه وتبعة هذا الاتجاه،ويبين مصائر الطائعين للّه والعصاة بيانا حاسما وينفي كل الأساطير والتصورات الغامضة عن طبيعة الرسول وعمله،مما كان سائدا في الجاهليات ..وبذلك ينقل البشرية إلى عهد الرشد العقلي دون أن يضرب بها في تيه الفلسفات الذهنية،والجدل اللاهوتي،الذي استنفد طاقة الإدراك البشري أجيالا بعد أجيال!!! [1]

إنّ على المؤمن بربه أن يستحضر الأدلة والآيات التي تجعل إيمانه بربه إيماناً قوياً معقوداً؛ وهذا عمل القلب.ويعرف المؤمن أن عمل القلب لا يكفي كتعبير عن الإيمان؛ لأن الكائن الحي ليس قلباً فقط،ولكنه قلب وجوارح وأجهزة متعددة،وكل الكائن الحي المؤمن يجب أن ينقاد إلى منهج ربه،فلا بد من التعبير عن الإيمان بأن يصلح الإنسان كل عمل فيؤديه بجوارحه أداء صحيحا سليما.

إنني أقول ذلك حتى يسمع الذي يقول:إن قلبي مؤمن وسليم.لا،فليست المسألة في الإيمان هكذا،صحيح أنك آمنت بقلبك ولكن لماذا عطلت كل جوارحك عن أداء مطلوب الإيمان؟ لماذا لا تعطي عقلك فرصة ليتدبر ويفكر ويخطط ويتذكر،لماذا لا تعطي العين فرصة لتعتبر وتستفيد من معطيات ما ترى؟ وكذلك اليد،واللسان،والأذن،والقدم،وكل الجوارح. ...

(1) - فى ظلال القرآن ـ موافقا للمطبوع - (2 / 1093)

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام