فهرس الكتاب
الصفحة 73 من 188

إنك بذلك تصون نفسك في الآخرة وفي الدنيا أيضاً؛ لأنك تسير في الحياة بإيمان وتصلح في الدنيا متبعاً قوانين الله.وإن رأيت أيها المسلم متعبة في الكون فاعلم أن حكماً من أحكام الله قد عطِّل،إن رأيت فقيراً جائعاً أو عرياناً فاعلم أن حقاً من حقوقه قد أكله أو جحده غيره؛ لأن الذي خلق الكون،خلق ما يعطيه الغني من فائض عنه للفقير ليسد عوزه،لكن الغني قبض يده عن حق الله،وأيضاً جاء قوم يتسولون بغير حاجة للتسول،والفساد هنا إنما يأتي من ناحيتين:ناحية إنسان استمرأ أن يبني جسمه من عرق غيره،أو من إنسان آخر غني لا يؤدي حق الله في ماله،بذلك يعاني المجتمع من المتاعب. [1]

وقال تعالى: { يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ (68) الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ (69) [الزخرف:68 -69] }

وَيَقُولُ اللهُ تَعَالَى لِلْمُتَحَابِّينَ فِي اللهِ يَوْمَ القِيَامَةِ:يَا عِبَادِي لاَ تَخَافُوا مِنْ عِقَابِي،فَقَدْ آمَنْتُكُمْ مِنْهُ،وَرَضِيتُ عَنْكُمْ،وَلاَ تَحْزَنُوا عَلَى مَا خَلَّفْتُمْ فِي الدُّنْيَا.فَالذِي أدَّخَرْتُهُ لَكُمْ فِي الآخِرَةِ خَيْرٌ مِنْهُ .

يُبَيِّنُ اللهُ تَعَالَى فِي هَذِهِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ صِفَةَ الذِينَ يَسْتَحِقُّونَ الأَمْنَ مِنَ اللهِ،وَالرِّضَا،فَلاَ يَخَافُونَ العَذَابَ،وَلاَ يَحْزَنُونَ عَلَى مَا خَلَّفُوهُ فِي الدُّنْيَا،فَقَالَ إِنَّ هَؤُلاَءِ هُمُ الذِينَ آمَنَتْ قُلُوبُهُمْ،وَصَفَتْ نُفُوسُهُمْ،وانْقَادَتْ لِشَرْعِ الله بَوَاطِنُهُمْ وَظَوَاهِرُهُمْ . [2]

الثامن والعشرون:الأجر الكبير :

قال تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} (9) سورة الإسراء

إن هذا القرآن الذي أنزلناه على عبدنا محمد يرشد الناس إلى أحسن الطرق،وهي ملة الإسلام،ويبشر المؤمنين الذين يعملون بما أمرهم الله به،وينتهون عمَّا نهاهم عنه،بأن لهم

(1) - تفسير الشعراوي - ( / 830)

(2) - أيسر التفاسير لأسعد حومد - (1 / 4272)

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام