فهرس الكتاب
الصفحة 62 من 188

السورة يزيدهم نفاقًا وشكًا إلى ما هم عليه من قبلُ من النفاق والشك،وهلك هؤلاء وهم جاحدون بالله وآياته. [1]

والسؤال في الآية الأولى: «أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً؟» ..سؤال مريب،لا يقوله إلا الذي لم يستشعر وقع السورة المنزلة في قلبه.وإلا لتحدث عن آثارها في نفسه،بدل التساؤل عن غيره.وهو في الوقت ذاته يحمل رائحة التهوين من شأن السورة النازلة والتشكيك في أثرها في القلوب!

فأما الذين آمنوا فقد أضيفت إلى دلائل الإيمان عندهم دلالة فزادتهم إيمانا وقد خفقت قلوبهم بذكر ربهم خفقة فزادتهم إيمانا وقد استشعروا عناية ربهم بهم في إنزال آياته عليهم فزادتهم إيمانا ..وأما الذين في قلوبهم مرض،الذين في قلوبهم رجس من النفاق،فزادتهم رجسا إلى رجسهم،وماتوا وهم كافرون ..وهو نبأ من اللّه صادق،وقضاء منه سبحانه محقق. [2]

وقال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} (4) سورة الفتح

هو الله الذي أنزل الطمأنينة في قلوب المؤمنين بالله ورسوله يوم"الحديبية"فسكنت،ورسخ اليقين فيها؛ ليزدادوا تصديقًا لله واتباعًا لرسوله مع تصديقهم واتباعهم.ولله سبحانه وتعالى جنود السموات والأرض ينصر بهم عباده المؤمنين.وكان الله عليمًا بمصالح خلقه،حكيمًا في تدبيره وصنعه. [3]

الرابع والعشرون:نجاة المؤمنين :

قال تعالى في قصة يونس { وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ (88) } سورة الأنبياء

(1) - التفسير الميسر - (3 / 366)

(2) - فى ظلال القرآن ـ موافقا للمطبوع - (3 / 1741)

(3) - التفسير الميسر - (9 / 200)

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام