فهرس الكتاب
الصفحة 95 من 188

الباب الثاني

ثمرات أركان الإيمان

المبحث الأول

ثمراتُ الإيمان بالله تعالى

1-استشعارُ الإنسان عظمة ِالله سبحانه وتعالى وجلاله وكماله، مما يدفع الإنسان إلى الخوف واللجوء إليه والتقرب إليه حبا وتعظيما ومهابة وإجلالا،وكل ذلك يؤثر في حياة المؤمن تأثيرا كبيرا يدفعه إلى السلوك القويم رجاء ثواب الله تعالى وخوف عقابه،كما أنه يملأ قلبه حبا للخير فيسعى إلى دعوة غيره بالتي هي أحسن حتى يشترك معه في تحصيل هذا الخير،لذا قال الله تعالى في وصف الرسول - صلى الله عليه وسلم -: { لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ (128) } سورة التوبة

2.استعلاءُ نفس المؤمن وتحرره من العبودية لغير الله تعالى، فلا يخاف إلا إياه، ولا يطمع إلا في رضاه.وهذا ما يربي فيه الخصال الحميدة من العزة والكرامة والصدق والشجاعة والسخاء،لأنه صار عبدا لله حقا يستمد عزه من عزته كما قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ (8) سورة المنافقون ْ .وقوله تعالى حكاية عن إبراهيم عليه السلام: وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (81) سورة الأنعام }

3.إضفاءُ الحياة معنى أكبر وأبعد من المعاني القاصرة المتصفة بالذاتية والأنانية،حيث إن المؤمن يعتقد جازما بأن هذه الدنيا مزرعةٌ للآخرة، وأن له بكل ما يبذل في هذه الدنيا حسنةً،قال تعالى: { وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى (41) وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى (42) [النجم/39-43] }

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام