فهرس الكتاب
الصفحة 164 من 188

وَكَانَتِ الْمَرْأَةُ تُرِيدُ أَنَّ تَرْجِعَ إِلَيْهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الآيَةَ ( فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ ) فَقُلْتُ الآنَ أَفْعَلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ .قَالَ فَزَوَّجَهَا إِيَّاهُ . (أخرجه البخاري ) [1] .

وفي رواية عَنِ الْحَسَنِ حَدَّثَنِى مَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ قَالَ كَانَتْ لِى أُخْتٌ تُخْطَبُ إِلَىَّ فَأَتَانِى ابْنُ عَمٍّ لِى فَأَنْكَحْتُهَا إِيَّاهُ ثُمَّ طَلَّقَهَا طَلاَقًا لَهُ رَجْعَةٌ ثُمَّ تَرَكَهَا حَتَّى انْقَضَتْ عِدَّتُهَا فَلَمَّا خُطِبَتْ إِلَىَّ أَتَانِى يَخْطُبُهَا فَقُلْتُ لاَ وَاللَّهِ لاَ أُنْكِحُهَا أَبَدًا.قَالَ فَفِىَّ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ (وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ) الآيَةَ.قَالَ فَكَفَّرْتُ عَنْ يَمِينِى فَأَنْكَحْتُهَا إِيَّاهُ. (أخرجه أبو داود ) [2] .

فالإيمان باللّه واليوم الآخر هو الذي يجعل هذه الموعظة تبلغ إلى القلوب.حين تتعلق هذه القلوب بعالم أرحب من هذه الأرض وحين تتطلع إلى اللّه ورضاه فيما تأخذ وما تدع ..والشعور بأن اللّه يريد ما هو أزكى وما هو أطهر من شأنه أن يستحث المؤمن للاستجابة،واغتنام الزكاة والطهر.لنفسه وللمجتمع من حوله.ولمس القلب بأن الذي يختار له هذا الطريق هو اللّه الذي يعلم ما لا يعلمه الناس من شأنه أن يسارع به إلى الاستجابة كذلك في رضى وفي استسلام.

وهكذا يرفع الأمر كله إلى أفق العبادة،ويعلقه بعروة اللّه،ويطهره من شوائب الأرض،وأدران الحياة،وملابسات الشد والجذب التي تلازم جو الطلاق والفراق .. [3]

22-الإيمانُ بِاللَّهِ وبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ هو الذي يمنع المرء من الرياءِ:

قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (264) } [البقرة/264] .

(1) - برقم (5130)

(2) - برقم (2089 ) وهو صحيح

(3) - فى ظلال القرآن ـ موافقا للمطبوع - (1 / 253)

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام