فهرس الكتاب
الصفحة 41 من 188

السابع عشر:الإيمان يثمر الاستخلاف في الأرض :

قال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (55) سورة النور

وعد الله بالنصر الذين آمنوا منكم وعملوا الأعمال الصالحة،بأن يورثهم أرض المشركين،ويجعلهم خلفاء فيها،مثلما فعل مع أسلافهم من المؤمنين بالله ورسله،وأن يجعل دينهم الذي ارتضاه لهم- وهو الإسلام- دينًا عزيزًا مكينًا،وأن يبدل حالهم من الخوف إلى الأمن،إذا عبدوا الله وحده،واستقاموا على طاعته،ولم يشركوا معه شيئًا،ومن كفر بعد ذلك الاستخلاف والأمن والتمكين والسلطنة التامة،وجحد نِعَم الله،فأولئك هم الخارجون عن طاعة الله. [1]

ذلك وعد اللّه للذين آمنوا وعملوا الصالحات من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - أن يستخلفهم في الأرض.وأن يمكن لهم دينهم الذي ارتضى لهم.وأن يبدلهم من بعد خوفهم أمنا ..ذلك وعد اللّه.ووعد اللّه حق.ووعد اللّه واقع.ولن يخلف اللّه وعده ..فما حقيقة ذلك الإيمان؟ وما حقيقة هذا الاستخلاف؟

إن حقيقة الإيمان التي يتحقق بها وعد اللّه حقيقة ضخمة تستغرق النشاط الإنساني كله وتوجه النشاط الإنساني كله.فما تكاد تستقر في القلب حتى تعلن عن نفسها في صورة عمل ونشاط وبناء وإنشاء موجه كله إلى اللّه لا يبتغي به صاحبه إلا وجه اللّه وهي طاعة للّه واستسلام لأمره في الصغيرة والكبيرة،لا يبقى معها هوى في النفس،ولا شهوة في القلب،ولا ميل في الفطرة إلا وهو تبع لما جاء به رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - من عند اللّه.

(1) - التفسير الميسر - (6 / 259)

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام