وهكذا تنقسم البشرية إلى حزبين اثنين:حزب اللّه وحزب الشيطان.وإلى رايتين اثنتين:راية الحق وراية الباطل.فإما أن يكون الفرد من حزب اللّه فهو واقف تحت راية الحق،وإما أن يكون من حزب الشيطان فهو واقف تحت راية الباطل ..وهما صفان متميزان لا يختلطان ولا يتميعان!! لا نسب ولا صهر،ولا أهل ولا قرابة،ولا وطن ولا جنس،ولا عصبية ولا قومية ..إنما هي العقيدة،والعقيدة وحدها.فمن انحاز إلى حزب اللّه ووقف تحت راية الحق فهو وجميع الواقفين تحت هذه الراية إخوة في اللّه.تختلف ألوانهم وتختلف أوطانهم،وتختلف عشائرهم وتختلف أسرهم،ولكنهم يلتقون في الرابطة التي تؤلف حزب اللّه،فتذوب الفوارق كلها تحت الراية الواحدة.ومن استحوذ عليه الشيطان فوقف تحت راية الباطل،فلن تربطه بأحد من حزب اللّه رابطة.لا من أرض،ولا من جنس،ولا من وطن ولا من لون،ولا من عشيرة ولا من نسب ولا من صهر ..لقد أنبتت الوشيجة الأولى التي تقوم عليها هذه الوشائج فانبتت هذه الوشائج جميعا .. [1]
عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ جَاءَ مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ إِلَى النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ طَهِّرْنِى.فَقَالَ « وَيْحَكَ ارْجِعْ فَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ وَتُبْ إِلَيْهِ » .قَالَ فَرَجَعَ غَيْرَ بَعِيدٍ ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ طَهِّرْنِى.فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « وَيْحَكَ ارْجِعْ فَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ وَتُبْ إِلَيْهِ » .قَالَ فَرَجَعَ غَيْرَ بَعِيدٍ ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ طَهِّرْنِى.فَقَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - مِثْلَ ذَلِكَ حَتَّى إِذَا كَانَتِ الرَّابِعَةُ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « فِيمَ أُطَهِّرُكَ » .فَقَالَ مِنَ الزِّنَى.فَسَأَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « أَبِهِ جُنُونٌ » .فَأُخْبِرَ أَنَّهُ لَيْسَ بِمَجْنُونٍ.فَقَالَ « أَشَرِبَ خَمْرًا » .فَقَامَ رَجُلٌ فَاسْتَنْكَهَهُ فَلَمْ يَجِدْ مِنْهُ رِيحَ خَمْرٍ.قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « أَزَنَيْتَ » .فَقَالَ نَعَمْ.فَأَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ فَكَانَ النَّاسُ فِيهِ فِرْقَتَيْنِ قَائِلٌ يَقُولُ لَقَدْ هَلَكَ لَقَدْ أَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ وَقَائِلٌ يَقُولُ مَا تَوْبَةٌ أَفْضَلَ مِنْ تَوْبَةِ مَاعِزٍ أَنَّهُ جَاءَ إِلَى النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم -
(1) - فى ظلال القرآن ـ موافقا للمطبوع - (6 / 3514)