فهرس الكتاب
الصفحة 72 من 188

استخدام المياه،فأهدروا كميات تزيد عن حاجتهم،وتمثل ضغطاً على"مواسير"الصرف الصحي،فتنفجر ويشكو الناس من طفح المجاري.

إن على المسلم أن يرعى حق الله في استخدامه لكل شيء،فالماء الذي يهدره الإنسان قد يحتاج إليه إنسان آخر،وعندما نتوقف عن إهداره،نمنع الضرر عن أنفسنا وعن غيرنا من طفح"مواسير"الصرف الصحي.وليحسب كل منا - على سبيل المثال - كم يستهلك من مياه في أثناء الوضوء.إن الإنسان منا يفتح الصنبور ويغسل يديه ثلاثاً ويتمضمض ثلاثاً،ويستنشق ثلاثاً،ويغسل وجهه ثلاثاً،ويغسل ذراعيه ثلاثاً،ويمسح برأسه،ويغسل أقدامه.ويترك الإنسان الصنبور مفتوحاً طَوال تلك المدة فيهدر كميات من المياه،ولو فكر في حسن استخدام المياه التي تنزل من الصنبور لما اشتكى غيره من قلة المياه. ... ... ...

فلماذا لا يفكر المسلم في أن يأخذ قدراً من المياه يكفي الوضوء ويحسن استخدام الماء؟ وكان الإنسان يتوضأ قديماً من إناء به نصف لتر من الماء،فلماذا لا نحسن استخدام ما استخلفنا الله فيه؟

على الإنسان منا أن يعلم أن الإيمان كما يقتضي أو يوجب ويفرض الصلاة ليصلح الإنسان من نفسه،يقتضي - أيضاً - إصلاح السلوك فلا نبذر ونهدر فيما نملك من إمكانات،وأن ندرس كيفية الارتقاء بالصلاح،فلا نتخلص من متاعب شيء لنقع في متاعب ناتجة من سوء تصرفنا في الشيء السابق،بل علينا أن ندرس كل أمر دراسة محكمة حتى لا يدخل الإنسان منا في مناقضة قوله الحق: { وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً } [الإسراء:36] .

أي عليك أن تعرف أيها المسلم أنك مسئول عن السمع والبصر والقلب وستسأل عن ذلك يوم القيامة،لذلك لا يصح أن تتوانى عن الأخذ بأحسن العلم ليحسن قولك وفعلك.وبذلك لا يكون هناك خوف عليك في الدنيا أو الآخرة؛ لأنك آمنت وأصلحت،وأيضاً لا حزن يمسك في الدنيا ولا في الآخرة: { فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام