فهرس الكتاب
الصفحة 70 من 188

والإصلاح هو عمل الجوارح،فيفكر الإنسان بعقله في الفكرة التي تنفع الناس،ويسمع القول فيتبع أحسنه،ويصلح بيديه كل ما يقوم به من أعمال.ويعلم المؤمن أنه حين أقبل على الكون وجده محكماً غاية الإحكام،ويرى الإنسان الأشياء التي لا دخل له فيها في هذا الكون وهي على أعلى درجات الصلاحية الراقية،فالمطر ينزل في مواسمه،والرياح تهب في مواسمها ومساراتها،وحركة الشمس تنتظم مع حركة الأرض،وكل عمل في النواميس العليا هو على الصلاح المطلق.

إن الفساد يأتي مما للإنسان دخل فيه،فالهواء يفسد من بناء المنازل المتقاربة،وعدم وجود مساحات من الخضرة الكافية،ويفسد الهواء أيضاً بالآلات التي تعمل ولها من السموم ما تخرجه وتدفعه من أثر عملية احتراق الوقود.وعندما صنع الإنسان الآلات نظر إلى هواه في الراحة،وغابت عنه أشياء كان يجب أن يحتاط لها،ومثال ذلك:"عادم"السيارات الذي يزيد من تلوث البيئة،ورغم اكتشاف بعض من الوسائل التي يمكن أن تمنع هذا التلوث.إلا أن البعض يتراخى في الأخذ بها.

ونحن حين نأخذ بقمة الحضارة ونركب السيارات فلماذا ننسى القاعدة التي تقوم عليها الحضارة وهي الدراسة العلمية الدقيقة لنصنع الآلات ونأخذ من الآلات ما يفيد الناس،فنعمل على الأخذ بأسباب تنقية البيئة من التلوث ونمنع الأذى عن حياة الناس.فالعادم الذي من صناعتنا - مثل عادم السيارات والآلات - يفسد علينا الهواء فتفسد الرئة في الإنسان.

إن علينا أن نعرف أن من مسئولية الإيمان أن ننظر إلى الشيء الذي نصنعه وكمية الضر الناتجة عنه،وكل إنسان يحيا في مدينة مزدحمة إنما يضار بآثار عادم السيارات على الرغم من أنه ليس في مقدور كل إنسان أن يشتري سيارة ليركبها،فكيف يرتضي راكب السيارة لنفسه ألا يصلح من تلك الآلة التي تسهل له حياته ويصيب بعادمها الضر لنفسه ولغيره من الناس؟ لذلك فعلى المسلم ألا يأخذ الحضارة من مظهرها وشكلها بل على المجتمع المسلم أن يعمل على الأخذ بأسباب الحضارة من قواعدها الأصلية،وأن يدرس كيفية تجنب الأضرار حتى لا نقع في دائرة الأخسرين أعمالاً،هؤلاء الذين قال فيهم الحق

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام