للجنة رائحة عبقة زكية تملأ جنباتها، وهذه الرائحة يجدها المؤمن من مسافات شاسعة [1] ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قتل رجلاً من أهل الذمة لم يجد ريح الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين [2] عاماً.
9 ــ تربة الجنة:
عن أبي هريرة قال: قلت يا رسول الله، مم خلق الخلق؟ قال: من ماء. قلنا: الجنة ما بناؤها؟ قال: لبنة من ذهب، ولبنة من فضة، وملاطها المسك الأذفر، وحصباؤها الدر الياقوت، وتربتها الزعفرانه، من يدخلها ينعم ولا يبأس ويخلد ولا يموت، ولا يبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه [3] .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أدخلت الجنة، فإذ فيها جنادل اللؤلؤ وإذا ترابها المسك [4] .
10 ـ دواب الجنة وطيورها:
في الجنة دواب وطيور كثيرة، يركبها أهل الجنة ويأكلون منها ويتمتعون بالنظر إليها قال تعالى:"يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا" (مريم، آية: 85) .
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: لا والله ما على أرجلهم يحشرون، ولا يحشر الوفد على أرجلهم، ولكن بنوق لم ير الخلائق مثلها، عليها رحائل من ذهب فيركبون عليها حتى يضربوا أبواب الجنة [5] ، وقد ثبت عن عبد الله بن عمرو ـ وهو ما له حكم الرفع ـ أن في الجنة إبلاً وخيلاً، حيث قال: في الجنة عتاق الخيل وكرائم النجائب، ويركبها أهلها [6] .
(1) اليوم الآخر الجنة والنار للأشقر ص 175.
(2) صحيح الجامع (5/ 337) رقم 6333.
(3) مشكاة المصابيح (3/ 89) ورقمه 5630 وقال محقق المشكاة وله طرق وشواهد وأوردة في السلسلة الصحيحة.
(4) البخاري (1/ 458 ـ 459) .
(5) تفسير ابن كثير (3/ 137) بتصرف.
(6) صفة الجنة لابن كثير ص 205 قال المحقق: رجاله ثقات.