ـ وقال صلى الله عليه وسلم:"أن عبداً أصاب ذنباً، وربما قال: أذنب ذنباً، فقال: رب أذنبت، وربما قال: أصبت، فاغفر لي، فقال ربه: أعلم عبدي له رباً يغفر الذنب ويأخذ به، غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله، ثم أصاب ذنباً أو أذنب ذنباً، فقال: رب أذنبت أو أصبت آخر فاغفره، فقال: اعلم عبدي أن له رباً يغفر الذنب، ويأخذ به، غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله، ثم أذنب ذنباً، وربما قال: أصاب ذنباً، قال: رب أصبت ذنباً أو قال: أذنب آخر فاغفره لي، فقال: اعلم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به، غفرت لعبدي، ثلاثاً، فليعمل ما شاء [1] ."
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم [2] . فدلت هذه النصوص المحكمة على أن الاستغفار مانع من إنفاد الوعيد [3] ."
دلت نصوص شرعية كثيرة على أن الحسنات يمكن أن تمنع إنفاذ وعيد السيئات، والأدلة على ذلك كثيرة منها:
ــ كقوله تعالى:"إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ" (هود، آية: 114) .
ــ وعن أبي ذر رضي الله عنه، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن" [4] .
ــ عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"من شهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، حرم الله عليه النار" [5] .
ــ وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من أظفاره" [6] .
(1) البخاري، ك التوحيد (6/ 2725) .
(2) مسلم، ك التوبة (4/ 2106) .
(3) موانع إنفاد الوعيد صـ56.
(4) صحيح الجامع الصغير وزيادته (81/ 1) .
(5) مسلم ك الإيمان (58/ 1) .
(6) مسلم، ك الطهارة (216/ 1) .