فمنتهى علم الساعة إلى الله وحده ولهذا لما سأل جبريل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وقت الساعة ـ كما في حديث جبريل الطويل ـ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل [1] . فجبريل لا يعلم متى تقوم الساعة، وكذلك محمد صلى الله عليه وسلم [2] .
تدل الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث الصحيحة على قرب الساعة ودنِّوها، فإن ظهور أكثر أشراط الساعة دليل على قربها وعلى أننا في آخر أيام الدنيا [3] ، قال تعالى:"اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ" (الأنبياء، آية: 1) .
ــ وقال تعالى:"وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا" (الأحزاب، آية: 63) .
ــ وقال تعالى:"إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا * وَنَرَاهُ قَرِيبًا" (المعارج، آية: 6، 7) .
ــ وقال تعالى:"اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ" (القمر، آية: 1) .
إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة الدّالة على قرب نهاية هذا العالم الدنيوي، والإنتقال إلى دار أخرى، ينال فيها كل عاملٍ عمله، إن خيراً فخير، وإن شراً فشر [4] ، وقال صلى الله عليه وسلم: بعثت أنا والساعة كهاتين ويشير بأصبعيه فيمدهما [5] .
رابعاً: مجمل اشراط الساعة الصغرى:
تحدث العلماء عن اشراط الساعة وإليك أهمها مما ثبت بالسنة النبوية منها:
1ـ بعثة النبي صلى الله عليه وسلم.
2ـ موت النبي صلى الله عليه وسلم.
3ـ فتح بيت المقدس.
4ـ طاعون عمواس [6] .
(1) البخاري مع فتح الباري (1/ 114) .
(2) أشراط الساعة صـ58.
(3) المصدر نفسه صـ67.
(4) أشراط الساعة صـ67.
(5) صحيح البخاري مع فتح الباري (11/ 347) .
(6) عمواس: بلدة في فلسطين على ستة أميال من الرملة، وكان هذا الطاعون في عهد عمر بن الخطاب.