فدل الحديث على أن العقاب مكفر للذنب بمجرد فعله وهذا يعم العقوبات الشرعية المقدرة وهي: الحدود، وغير المقدرة وهي التعزيرات [1] .
دلت النصوص الشرعية المتواترة دلالة قطعية على أن الله تعالى عفو غفور، يتجاوز عما يستحقه المذنبون من العقاب منها:
ــ قوله تعالى:"وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ" (الرعد، آية: 6) .
ــ وقال تعالى:"وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ" (الشورى، آية: 25) .
ــ وقوله تعالى:"وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ" (الشورى، آية: 30) .
ــ وقوله تعالى:"إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ" (الحج، آية: 60) .
ــ وقوله تعالى:"إِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا" (النساء، آية: 43) .
وهذه النصوص، وما في معناها، تدل قطعاً على أن العفو الإلهي من موانع إنفاذ الوعيد [2] ، ولكن لا يمكن أن يمنع إنفاذ وعيد الكفر قطعاً، ودليل هذا الأصل القرآن والسنة، فالقرآن الكريم يقول:"إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ" (النساء، آية: 48) .
وقال تعالى:"إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ" (المائدة، آية: 72) .
وأما السنة فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من مات وهو يدعو من دون الله نداً دخل النار" [3] .
ولا خلاف بين المسلمين أن المشرك إذا مات على شركه لم يكن من أهل المغفرة [4] .
(1) جامع العلوم والحكم لابن رجب صـ161.
(2) موانع إنفاذ الوعيد صـ175.
(3) البخاري، ك، التفسير (4/ 1636)
(4) فتح القدير (1/ 475) موانع انفاذ الوعيد صـ176.