فهرس الكتاب
الصفحة 148 من 351

ــ قال تعالى:"اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَالْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ" (البقرة، آية: 255) . هذا وقد جمع الله تعالى هذه الشروط الثلاثة في قوله تعالى:"وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى" (النجم، آية: 26) . فقوله:"إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ"هذا شرط الأذن.

وقوله"وَيَرْضَى"، فلم يذكر متعلق الفعل (يرضى) فهل يرضى عن الشافع أم عن المشفوع؟ والقاعدة تقول: حذف المتعلق يفيد العموم [1] .

إذن فالآية تدل على المعنيين، فتشمل الرضى عن الشافع وعن المشفوع، وهو المطلوب [2] .

وقد وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه القضية في حديث أنس في الصحيحين فقال: فأستأذن على ربي، فإذا رأيته وقعت له ساجداً، فيدعني ما شاء الله، ثم يقول لي: ارفع رأسك، وسل تعطه، وقل يسمع، وأشفع تشفع، فأرفع رأسي، فأحمد ربي بتحميد يعلمنيه ربي، ثم أشفع فيحد لي حداً، ثم اخرجهم من النار وأدخلهم الجنة ثم أعود [3] .

رابعاً: أنواع الشفاعة:

إن للنبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة شفاعات متعددة منها:

1ـ الشفاعة العظمى: وهذه الشفاعة من أعظم الشفاعات وهي المقام المحمود الذي قال الله تعالى فيه:"عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا" (الإسراء، آية: 79) .

(1) قواعد التفسير لخالد السبت (2/ 597) .

(2) اليوم الآخر في القرآن العظيم صـ292.

(3) البخاري رقم 7002.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام