وفي قوله تعالى:"وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ"أي الأصنام والأوثان"الشفاعة"أي لا يقدرون على الشفاعة لهم."إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ"هذا استثناء منقطع أي: لكن من شهد بالحق على بصيرة وعلم فإنه تنفع شفاعته عنده بإذنه له، فهذه الآيات تدل على الشفاعة المثبتة بشروطها [1] .
وأما الآيات الدالة على نفي الشفاعة عن غير أهلها وهم كفار فمنها:
1ـ قال تعالى:"لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ" (الأنعام، آية: 51) .
2ـ قال تعالى:"مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ" (غافر، آية: 18) .
والمراد بالظالمين هنا، الكافرون، ويشهد لذلك مفتتح الآية إذ هي في ذكر الكافرين [2] .
3ـ قال تعالى:"قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا" (الزمر، آية: 44) .
وقد ورد ذكر الشفاعة كثيراً في الأحاديث النبوية الشريفة في كتب السنة الصحاح منها: [3]
1ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لكل نبي دعوة قد دعا بها فاستجيب، فجعلت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة [4] .
2ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعطيت خمساً لم يعطهن أحد قبلي ـ وذكر منها ـ وأعطيت الشفاعة [5] .
3ـ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ... وأول شافع وأول مشفَّع [6] .
تنقسم الشفاعة في الآخرة إلى:
1ـ الشفاعة الصحية: هي ما جمعت شروط الشفاعة الثلاثة:
ــ رضي الله عن الشافع.
ــ رضاه عن المشفوع له، لكن الشفاعة العظمى في الموقف عامة لجميع الناس من رضي الله عنهم ومن لم يرضى عنهم.
ــ إذنه في الشفاعة.
(1) المصدر نفسه ..
(2) الشفاعة عند المثبتين والنافين صـ355.
(3) المصدر نفسه صـ257.
(4) مسلم رقم 200.
(5) مسلم رقم 521.
(6) مسلم، ك الفضائل (4/ 1782) .