5ـ وقال تعالى:"وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ" (ق، آية: 19) ، سكرة الموت: شدته، وقوله"سَكْرَةُ الْمَوْتِ"سكرة الميت التي تدل الإنسان على أنه ميت [1] وهذه السكرة والشدة لا يسلم منها أحد، ولو سلم منها أحد لسلم منها نبينا صلى الله عليه وسلم. عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بين يديه ركوة أو علبة فيها ماء فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بهما وجهه ويقول: لا إله إلا الله إن للموت سكرات، ثم نصب يده فجعل يقول: في الرفيق الأعلى حتى قبض ومالت يده [2] .
إن الإنسان إذا اقترب أجله فإن الروح ترتقي إلى أعلى الجسم عند النحر حتى تخرج من جسده، وهذا الخروج للروح ليس بالأمر الهين ـ حتى للمؤمن ـ بل له سكرات وغمرات ومشقات، ثم تنتزع الملائكة الروح وهذا النزع يختلف شدة ويسراً بحسب إيمان الرجل [3] .
1ـ قال تعالى:"أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُون* الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ" (يونس، آية: 62، 64) .
وفي قوله تعالى:"لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ"قولين:
الأول: الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له [4] .
(1) لسان العرب (4/ 373) .
(2) البخاري، ك الرقاق رقم 6145.
(3) اليوم الآخر في القرآن العظيم والسنة المطهرة صـ58.
(4) سنن ابن ماجة رقم 3898 وسنده صحيح.