والثاني: المراد بذلك بشرى الملائكة للمؤمن عند احتضاره بالجنة والمغفرة ويدل على هذا حديث البراء رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن المؤمن إذا حضره الموت جاءه ملائكة بيض الوجوه بيض الثياب، فقالوا: اخرجي أيتها الروح الطيبة إلى روح وريحان ورب غير غضبان، فتخرج من فمه كما تسيل القطرة من فم السقاء [1] .
وكلا المعنيين صحيح ولا تعارض بين هذين التفسيرين [2] .
2ـ قال تعالى:"إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ" (فصلت، آية: 30، 31) . وفي قوله تعالى:"إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ"أي: أخلصوا لله، وقوله:"ثُمَّ اسْتَقَامُوا"أي: على طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم باتباعه [3] .
(1) مسند أحمد رقم 18063صحيح الاسناد.
(2) اليوم الآخر في القرآن العظيم صـ59.
(3) تفسير القرآن العظيم لابن كثير (4/ 98) .