وفي قوله تعالى:"تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ"يبشرون عند الموت، وفي القبر، ويوم خروجهم من قبورهم [1] ، قال تعالى:"لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ تَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ" (الأنبياء، آية: 103) . وقوله:"أَلَّا تَخَافُوا"أي: مما تقدمون عليه من أمر الآخرة،"وَلَا تَحْزَنُوا"على ما خلفتموه من أمر الدنيا من ولد وأهل ومال أو دين فإنا نخلفنكم فيه"وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ" (فصلت، آية: 30) ، فيبشرونهم بذهاب الشر وحصول الخير [2] .
3ـ قال تعالى:"كَذَلِكَ يَجْزِي اللّهُ الْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ" (النحل، آية 31ـ 32) .
يخبر الله تعالى عن حالهم عند الاحتضار أنهم طيبون، أي مخلصون من الشرك والدنس وكل سوء، وأن الملائكة تسلم عليهم وتبشرهم بالجنة [3] ، وأن تكون وفاتهم طيبة سهلة لا صعوبة فيها ولا ألم بخلاف ما تقبض به روح الكافر والمُخَلطّ [4] .
4ـ وقال تعالى:"يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً" (الفجر، آية: 27، 28) .
وهذا يقال لها عند الاحتضار وفي يوم القيامة أيضاً كما أن الملائكة يبشرون المؤمن عند احتضاره، وعند قيامه من قبره فكذلك ههنا [5] .
5ـ وقال تعالى:"فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ * وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ" (الواقعة، آية: 89، 91) .
(1) اليوم الآخر في القرآن العظيم صـ61.
(2) تفسير البغوي (7/ 173) بتصرف.
(3) اليوم الآخر في القرآن العظيم صـ62.
(4) تفسير القرطبي (10/ 67) .
(5) تفسير ابن كثير (4/ 510) .