والناقور هو الصور [1] ، فالصور والناقور اسمان لمسمى واحد وعرّف النبي صلى الله عليه وسلم الصور فقال كما في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص قال: جاء إعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما الصور؟ قال: الصور قرن ينفخ فيه [2] .
وقد سمّى الله تعالى الصوت الذي يخرج إسرافيل من الصور بأسماء هي:
1ـ النفخة:"فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ" (الحاقة، آية: 13) .
2ـ الصيحة:"مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ" (يس، آية: 49) .
3ـ الراجفة:"يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَة* تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ" (النازعات، آية: 6، 7) .
4ـ الزجرة:"فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ" (النازعات، آية: 13) .
فإسرافيل ينفخ نفخة وزجرة، ـ وهي النفخة بغضب ـ تحدث صيحة عظيمة ترجف لها الأرض والقلوب [3] .
اختلف العلماء في عدد النفخات، القول الأول: أنها ثلاث نفخات: نفخة الفزع، ونفخة الصعق، ونفخة البعث، وذلك أن الله نص على هذه الثلاث في كتابه، فقال:"وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ" (النمل، آية: 87) ، وهذه نفخة الفزع.
ــ وقال تعالى:"وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ" (الزمر، آية 68) ، وهذه نفخة الصعق ونفخة البعث، وقالوا: إن الفزع مغاير للصعق واستدلوا بحديث الصور الطويل، وفيه أن النفخات ثلاث [4] .
القول الثاني: أنهما نفختان: نفخة الصعق ونفخة البعث، وقالوا: هذا هو ظاهر النصوص:
(1) فتح الباري (11/ 376) .
(2) سن أبي داود رقم 4742.
(3) سن أبي داود رقم 4742.
(4) حديث الصور أخرجه البيهقي في العث والنشور صـ325 وهو حديث ضعيف.