ـ وقال تعالى:"يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ" (الأنبياء، آية: 104) .
قال صلى الله عليه وسلم: يقبض الله الأرض يوم القيامة ويطوي السماء بيمينه ثم يقول: أنا الملك أين ملوك الأرض؟ [1] ومعنى الكلام يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب أي على الكتاب بمعنى المكتوب [2] .
وقوله:"كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ" (الأنبياء، آية: 104) ، يعني هذا كائن لا محالة يوم يعيد الله الخلائق خلقاً جديداً كما بدأهم هو القادر على إعادتهم [3] .
3 ـ تفجير البحار وتسجيرها:
قال تعالى:"وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ" (الانفطار، آية: 3) ، فجرت: فجر الله بعضها في بعض، وقيل: ذهب ماؤها، وقيل: اختلط عذبها بمالحها.
وقال تعالى:"وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ" (الطور، آية: 6) ، وقال تعالى:"وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ"(التكوير، آية: 6: أوقدت، فصارت ناراً تضطرم، وقيل يبست [4] .
والمعنى المتحصل من أقوالهم رحمهم الله أنها يفجر بعضها في بعض فتمتلئ ثم تسجر فتصبح ناراً ثم يذهب ماؤها [5] .
(1) البخاري رقم 6947، مسلم رقم 2787.
(2) اليوم الآخر في القرآن العظيم صـ242.
(3) تفسير ابن كثير (3/ 199) بتصرف.
(4) معارج القبول (2/ 212) .
(5) المصدر نفسه (2/ 212) .