فهرس الكتاب
الصفحة 121 من 351

كما قال تعالى:"يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَّهِيلًا" (المزمل، آية: 14) ، أي تصبح ككثبان الرمل بعد أن كانت حجارة صماء، والرمل المهيل: هو الذي إذا أخذت منه شيئاً تبعك ما بعده، يقال: أهلت الرمل أهيله هيلاً، إذا حركت أسفله حتى إنهال من أعلاه وأخبر في موضع آخر أن الجبال تصبح العهن، والعهن هو الصوف، كما قال تعالى:"وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ" (المعارج، آية: 9) ، وفي نص آخر مثلها بالصوف المنفوش:"وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ" (القارعة، آية: 5) .

ثم إن الحق تبارك وتعالى يزيل هذه الجبال عن مواضعها، ويسوي الأرض حتى لا يكون فيها موضع مرتفع ولا منخفض، وعبر القرآن عن إزالة الجبال بتسييرها مرة، وبنفسها أخرى قال تعالى:"وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ" (التكوير، آية: 3) ،"وَسُيِّرَتِ"

الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا" (النبأ، آية: 20) ."

وقال في نسفه لها:"وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ" (المرسلات، آية: 10) . ثم بين الحق حال الأ ض بعد تسيير الجبال ونسفها قال تعالى:"وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً" (الكهف، آية: 47) ، إي ظاهرة لا ارتفاع فيها ولا انخفاض [1] ، كما قال تعالى:"وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا * فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا * لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا" (طه، آية: 105 ـ 107) .

2 ـ قبض الأرض وطي السماء: قال تعالى:"وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ" (الزمر، آية: 67) .

(1) اليوم الآخر، القيامة الكبرى، الأشقر صـ103.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام