والبيهقي (1) ، والرازي (2) وابن تيمية (3) ، وابن القيم (4) ، والتفتازاني، (5) ، وغير هؤلاء كثير.
وفى عرضنا لمذهب ابن حزم بينا أدلته النقلية والعقلية وهي أدلة لكل القائلين بأن الله تعالى هو الخالق لأفعال العباد وفيها كفاية لبيان المقصود، ولكن نريد هنا أن نبين بعض المسائل لتوضيح هذا المذهب وتأييده فنقول:
إذا قيل عن فعل"ما"إنه فعل الله تعالى، أو فعل العبد، فيجب معرفة المقصود من هذا، لأن في هذا القول إجمال، فقد يراد الفعل نفسه، وقد يراد مسمى المصدر.
فإذا أريد بالفعل الفعل الذي هو مسمى المصدر كصلاة الإنسان وصيامه ونحو هذا، فالفعل هنا هو المفعول وهذا لا يقال عنه إنه فعل الله تعالى باتفاق المسلمين وبصريح العقل. يقول تعالى:
"يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات" (6) فجعلا هذه المصنوعات معمولة للجن ومن هذا الباب
(1) انظر الاعتقاد للبيهقي ص (59) .
(2) انظر التفسير الكبير للرازي (26: 149) ، والأربعين في أصول الدين له ص (227) .
(3) انظر مجموع فتاوى ابن تيمية (8: 238، 390، 394، 406، 461، 462) ، ورسالة الإرادة والأمر له ضمن المجموعة الكبير (1: 359 - 361) . والعقيدة الواسطية ضمن المجموعة الكبرى (1: 405) .
(4) انظر شفاء العليل لابن القيم ص (234 - 255) .
(5) انظر شرح المقاصد للتفتازاني (2: 133، 134) .
(6) سورة سبأ: آية (13) .