فهرس الكتاب
الصفحة 392 من 510

وقال امرؤ القيس:

فإنكما إن تنظرانى ساعة ... من الدهر تنفعنى لدى أم جندب (1)

أي إن تنتظرانى.

فحين ذكر النظر فيما مر عاريا عن الصلات والتعدية لم يحتمل إلا الانتظار.

وإذا عدى باللام كان بمعنى الإنعام أي الرأفة والرحمة والتعطف، مثل أن يقال نظر السلطان لفلان أي رأف به وتعطف عليه.

وإذا عدى بفى كان بمعنى التفكر والاعتبار كقوله تعالى {أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (2) . وكما تقول نظرت في الأمر لفلان أي تفكرت فيه واعتبرت (3) .

وإذا عدى بإلى احتمل الرؤية وغيرها.

ومما جاء معدى بإلى وهو نص في الرؤية قوله تعالى"رب أرني أنظر إليك" (4) حيث رتب النظر على الإِراءة والمرتب على الإِراءة هو الرؤية فيدل على أن النظر هو الرؤية ولا يمكن حمله على غير هذا من معاني النظر.

وقوله تعالى {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ} (5) والذى يفيد كيفية معرفة الخلقة هو الرؤية لا تقليب الحدقة أو غير ذلك.

(1) شرح ديوان امرىء القيس ص (53) .

(2) سورة الأعراف: آية (185) .

(3) أنظر حادي الأرواح ص (230) ، شرح المواقف للجرجاني ص (211) ، كتاب التمهيد للباقلاني ص (274، 275) ، نهاية الإِقدام في علم الكلام للشهرستاني ص (369) ، لسان العرب (7: 74) .

(4) سورة الأعراف: آية (143) .

(5) سورة الغاشية: آية (17) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام