وَإِنْ قَالُوا: الطَّبِيعَةُ قُوَّةٌ مَخْصُوصَةٌ, فَذَكَرُوهَا وَنَعَتُوهَا, قِيلَ لَهُمُ: الْقُوَّةُ عَرْضٌ لاَ بَقَاءَ لَهُ, فَيَسْتَحِيلُ أَنْ يُؤَلِّفَ الأَجْسَامَ كَمَا يَسْتَحِيلُ عَلَى اللَّوْنِ أَنْ يَفْعَلَ ذَلِكَ، وَعَلَى الصَّوْتِ وَالطَّعْمِ, لأَنَّ خَلْقَ الإِنْسَانِ فِعْلٌ سَدِيدٌ مُتْقَنٌ، فَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ صدَرَ إِلاَّ مِنْ عَالِمٍ حَكِيمٍ، وَالْقُوَّةُ لاَ تَلِيقُ بِهَا الْحَيَاةُ، وَلاَ الْقُدْرَةُ، وَلاَ الْعِلْمُ، وَلاَ الْحِكْمَةُ، فَأَنَّى يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ الْخَلْقُ وَقَعَ مِنْهَا، وَإِنْ وَصَفُوا الطَّبِيعَةَ بِهَذِهِ الصفَاتِ, كَانُوا مُشِيرِينَ بِمَنْ هِيَ لَهُ إِلَى الْبَارِي.