-فَصْلٌ فِي الْمِزَاحِ.
قَدْ رُوِّينَا عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وَسَلم أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: إِنَّكَ تُدَاعِبُنَا؟ فَقَالَ: إِنِّي لاَ أَقُولُ إِلاَّ حَقًّا.
وَرُوِّينَا مِنْ مَدَاعَبَتِهِ, قَوْلُهُ لِلصَّبِيِّ: يَا أَبَا عُمَيْرٍ, مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ, وَقَوْلُهُ لأَنَسٍ: يَا ذَا الأُذُنَيْنِ, قَوْلُهُ لِزَاهِرٍ حِينَ احْتضَنَهُ مِنْ خَلْفِهِ: مَنْ يَشْتَرِي هَذَا الْعَبْدَ, وَقَوْلُهُ لِلَّذِي اسْتَحْمَلَهُ: إِنَّا حَامِلُوكَ عَلَى وَلَدِ نَاقَةٍ, فَقَالَ: مَا أَصْنَعُ بِوَلَدِ نَاقَةٍ؟ فَقَالَ: وَهَلْ تَلِدُ الإِبِلَ إِلاَّ النُّوقُ, وَقَدْ ذَكَرْنَا جَمِيعَ ذَلِكَ فِي كِتَابِ السُّنَنِ فِي آخِرِ كِتَابِ الشَّهَادَاتِ، وَأَمَّا الْمِزَاحُ الَّذِي لاَ يَكُونُ حَقًّا.
فَقَدْ رُوِّينَا عَنْ أَبِي أُمَامَةَ فِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وَسَلم قَالَ: أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ، وَإِنْ كَانَ مَازِحًا.