وَأَنَّ دَلاَلَتَهُ عَلَى صِدْقِهِ هِيَ مَا أَيَّدَهُ بِهِ مِنْ كَذَا وَكَذَا, مِمَّا لاَ يَسْتَطِيعُ النَّاسُ، وَإِنْ تَظَاهَرُوا أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِهِ، وَإِنَّهُ إِذَا كَانَ وَاحِدٌ مِنَ النَّاسِ يَجْمَعُهُ وَإِيَّاهُمُ الْبَشَرِيَّةُ، ثُمَّ يَجْمَعُهُ وَأَهْلَ بَلَدِهِ الْهَوَاءُ وَالأَرْضُ وَالْمَاءُ، وَكَانَ مَا عَدَا هَذَا الَّذِي يَذْكُرُ أَنَّهُ أمد بِهِ لِيَكُونَ دَلاَلَةً عَلَى صِدْقِهِ لاَ يُبَايِنُ فِيهِ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ، وَيَحْتَاجُ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ إِلَى مِثْلِ مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ, وَلاَ يَقْدِرُ مِنَ الأَشْيَاءِ الْمعتادةِ إِلاَّ عَلَى مثل مَا يَقْدِرُونَ عَلَيْهِ، وَيَعْجِزُ عَمَّا يَعْجِزُونَ عَنْهُ, وَجَبَ أَنْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مِنْ فِعْلِ هَذَا الَّذِي اخْتَصَّ بِهِ مِمَّا هُوَ خَارِجٌ عَنْ قَضِيَّةِ الْعَادَاتِ, عَاجِزٌ مِثْلُهُمْ، وَإِنَّهُ وَإِنْ كَانَ عَاجِزًا عَنْهُ، وَقَدْ وُجِدَ بِهِ, وَظَهَرَ عَلَى يَدِهِ حَقٌّ, أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ صُنْعِهِ، وَلَكِنْ مِنْ صُنْعِ غَيْرِهِ, وَلاَ جَائِزَ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ الْغِيَرُ مِنْ جِنْسِهِ, أَوْ مِثْلَهُ, أَوْ فِي الْقُدْرَةِ نَظِيرَهُ, إِذْ لَوْ كَانَ كَذَلِكَ لاَسْتَحَالَ وُجُودُهُ مِنْ غَيْرِهِ, كَمَا اسْتَحَالَ وُجُودُهُ مِنْهُ.