والكهنة وأمثالهم ومن لم يميز بين الأحوال الرحمانية والنفسانية اشتبه عليه الحق بالباطل ومن لم ينور الله قلبه بحقائق الإيمان وإتباع القرآن لم يعرف طريق المحق من المبطل والتبس عليه الأمر والحال كما التبس على الناس حال مسيلمة صاحب اليمامة وغيره من الكذابين في زعمهم أنهم أنبياء وإنما هم كذابون ج 25/ص 315
7 ــ باب
لو جهل أن هذا الأمر يخالف الشريعة [1]
وظنه منها؟ لكن في غير الشرك الأكبر والمسائل الظاهرة
قال ابن عبد البر: إن بعض الصحابة وذكر أسماءهم سألوا الرسول صلى الله عليه وسلم مستفهمين عن القدر فلم يكونوا بسؤالهم عن ذلك كافرين ولو كان لا يسعهم جهله لعلمهم ذلك مع الشهادتين وأخذه في حين إسلامهم) التمهيد 18/ 46.47 مختصرا.
قال ابن تيمية: وهكذا الأقوال التي يكفر قائلها قد يكون الرجل لم تبلغه النصوص الموجبة لمعرفة الحق وقد تكون عنده ولم تثبت أو لم يتمكن من فهمها وقد يكون قد عرضت له شبهات يعذره الله بها.
فمن كان من المؤمنين مجتهدا في طلب الحق وأخطأ فان الله يغفر له خطأه كائنا ما كان سواء كان في المسائل النظرية أو العملية هذا الذي عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وجماهير أئمة الإسلام. الفتاوى 23/ 346. (لكنه مخصوص بعنوان الباب) ويأتي توضيح أكثر إن شاء الله في الباب (29) .
2 ـ كتاب
جهل الحال والتباسه في الأشخاص [2]
8 ـ باب
يكفي الظاهر في الأشخاص [3]
(1) وشرطه: المشابه أو المقاربة، من أشخاص يمكن فيهم الاشتباه لكونه قاضيا أو عالما أو أمراء مسلمين يظن طاعتهم وأنهم لم يخالفوا، ويظن أنه لا يخالف الشريعة.
أما قصة عدي بن حاتم رضى الله عنه فإنهم يظنون ذلك جائزا من أناس يمكن الاشتباه فيهم لكن أعطوهم التشريع وفي مسألتنا لم يعطوهم التشريع، بل لا يرون لهم التشريع. وهذا إن كان مثله يجهله في غير الشرك الأكبر والمسائل الظاهرة أما فيهما فلا.
(2) ويشمل جهل الأشخاص أنواعا: هم الأفراد والطوائف والقبائل والجماعات والدول أي جهل حالة هذا الشخص أنه كافر أو مشرك أو منافق أو زنديق أو مرتد وظنه عكسه بشرط أنه يلتبس أمره لكونه يظهر الإسلام أو يلبّس على الناس أنه مسلم أو يظهر من الأعمال الإسلامية ما يظن معه إسلامه، أو يوجد من المعتبرين من يلبّس على الناس أن هذا الشخص مسلم.
والأشخاص من ناحية: الباطن والحقيقة، إمكانية الالتباس في أشخاص لهم ظاهر يخالف الباطن، و الجهل حاصل من غير المخالط، لا جهل المخالط أهل البطانة، إنما المخالط خلطة ظاهرة لا باطنة.
(3) وقد يخرج عن هذا الأصل بقرينة.