وفيه قصة أسامة حيث كان متأولا فظنه كافرا. قال ابن تيمية على ذلك: ولهذا لم يضمن النبي صلى الله عليه وسلم أسامة دم الذي قتله بعد ما قال لا إله إلا الله لأنه قتله متأولا اهـ الفتاوى 22/ 14.
38 ـ باب
جهل الحال يدخل في باب الخطأ
قال تعالى (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون- إلى أن قال- لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا) الآية.
وقال تعالى (وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم)
وعن ابن عباس مرفوعا (إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان) صححه ابن حبان والحاكم. وعن عمرو بن العاص مرفوعا (إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر) متفق عليه.
وقال ابن تيمية أيضا (ومعلوم أن من كفر من أخطأ في المسائل الاجتهادية أصولا أو فروعا فهذا ونحوه مبتدع ضال مخالف لما عليه أئمة الهدى ومشايخ الدين) المنهاج ص 98.
قال عبد اللطيف: فان كان المكفر لبعض صلحاء الأمة متأولا مخطئا وهو ممن يسوغ له التأويل فهذا وأمثاله ممن رفع عنه الحرج والتأثيم لاجتهاده كما في قصة حاطب وقد قال تعالى (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا) ، ثم تكلم عمن كفر هوى وعداوة ومخالفة مذهب أنه تجاسر على التكفير. اهـ مختصرا مجموع الرسائل في الرد على الصحاف.
انتهى المقصود. والحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.