قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله بعد أن ذكر هذا الحديث:"فلعلَّ عماراً كان سمع هذا الحديث من النبي صلى الله عليه وسلم".اهـ [فتح الباري 7/ 135] .
وعن القاسم بن محمد: أن عائشة اشتكت فجاء ابن عباس فقال:"يا أم المؤمنين تقدمين على فرط صدق على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أبي بكر".اهـ [أخرجه البخاري] .
وقال ابن التين:"فيه أنه قطع لها بدخول الجنة، إذ لا يقول ذلك إلا بتوقيف".اهـ [انظر فتح الباري 7/ 136] .
وعن ذكوان مولى عائشة:"أنه استأذن لابن عباس على عائشة وهي تموت، وعندها ابن أخيها عبد الله بن عبد الرحمن فقال: هذا ابن عباس يستأذن عليك، وهو من خير بنيك؟ فقالت: دعني من ابن عباس ومن تزكيته. فقال لها عبد الله بن عبد الرحمن: إنه قارئ لكتاب الله، فقيه في دين الله فآذني له فليسلم عليك وليودعك؟ قالت: فأذن له إن شئت. قال: فأذن له فدخل ابن عباس ثم سلم وجلس وقال: أبشري يا أم المؤمنين فوالله ما بينك وبين أن يذهب عنك كل أذى ونصب، وتلقي الأحبة محمداً وحزبه، إلا أن تفارق روحك جسدك."
قال ابن عباس: كنت أحب أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه، ولم يكن يحب إلا طيباً، وأنزل الله عز وجل براءتك من فوق سبع سماوات فليس في الأرض مسجدٌ إلا وهو يتلى فيه أناء الليل وآناء النهار.
وسقطت قلادتك، فاحتبس النبي صلى الله عليه وسلم في المنزل والناس معه في طلبها، حتى أصبح القوم على غير ماء فأنزل الله عز وجل: (فتيمموا صعيدا طيباً) الآية. فكان في ذلك رخصة للناس عامة في سببك، فوالله إنك لمباركة .. [أخرجه أحمد في المسند 1/ 276،349، وابن سعد في الطبقات 8/ 75، وأبو نعيم في الحلية 2/ 45، وصححه الحاكم 4/ 8، ووافقه الذهبي] .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن أهل السنة والجماعة:"ويتولون أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين، ويؤمنون بأنهنَّ أزواجه في الآخرة؛ خصوصاً خديجة -رضي الله عنها- أمُّ أكثر أولاده، وأول من آمن به وعاضده على أمره، وكان لها منه المنزلة العالية، والصديقة بنت"