فهرس الكتاب
الصفحة 41 من 112

فصل: أنها أحب الناس، إلى حبيب رب الناس[1]

كان النبي صلى الله عليه وسلم يُحب عائشة حباً عظيماً، ويقدمها في الود تقديماً، فهي أحب الناس إلى قلبه، وأحرى الناس بمودته وقربه ..

خَيْرُ الأَنَامِ حَلِيلُكُمْ وَكَفَى *** فَخْرًا بِأَنَّ يَدَيْهِ تَرْعَاكِ

فِي حُبِّهِ قَدْ حُزْتِ مَنْزِلَةً *** مَا حَازَهَا - وَاللهِ - إِلاَّكِ

قال أنس بن مالك رضي الله عنه:"أول حب كان في الإسلام حبّ النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها".اهـ [حلية الأولياء 2/ 44] .

عن أبي عثمان أخبرني عمرو بن العاص رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل فأتيته فقلت: أي الناس أحب إليك؟ [2] قال: (عائشة) قلت: من الرجال؟ قال: (أبوها) [3] قلت: ثم من؟ قال: (عمر بن الخطاب) فعد رجالاً. [4] [متفق عليه] .

(1) قلنا"حبيب رب الناس"تجوزاً في المعنى، وإلا فهو بأبي وأمي خليل الله، كما جاء في حديث جندب بن عبد الله مرفوعاً: (إن الله اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم) [رواه مسلم] .

(2) ولفظ:"الناس"عام، لذلك قال الإمام شمس الدين الذهبي رحمه الله:"وذهب بعض العلماء إلى أنها -أي: عائشة- أفضل من أبيها. وهذا مردود، وقد جعل الله لكل شيء قدراً".اهـ [سير أعلام النبلاء 2/ 140] . وقد ذهب الإمام ابن حزم رحمه الله إلى أن عائشة رضي الله عنها أفضل من العشرة المبشرين بالجنة، ورد عليه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في"مجموع الفتاوى"4/ 395 - 396.

(3) كما أن عائشة أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهي أيضاً أحب الناس إلى خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه:"يا عائشة: إنه ليس أحد من أهلي أحب إليَّ منك".اهـ [انظر: صفة الصفوة 1/ 266] .

(4) قال الإمام النووي رحمه الله:"واتفق أهل السنة على أن أفضلهم أبو بكر، ثم عمر. قال جمهورهم: ثم عثمان، ثم علي".اهـ [المنهاج، في شرح صحيح مسلم بن الحجاج 8/ 165] . وقال أبو منصور البغدادي:"أصحابنا مجمعون على أن أفضلهم الخلفاء الأربعة على الترتيب المذكورة، ثم تمام العشرة، ثم أهل بدر، ثم أحد، ثم بيعة الرضوان ..".اهـ وقال الإمام أبو زكريا الصرصري رحمه الله في منظومته ص61:

وأبطال بدر فضلهم غير منكر *** بأفضل ثوب في الجهاد تدرعوا

وفي بيعة الرضوان فضل لأهلها *** وتفضيل أهل البيت ما ليس يدفع

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام