فهرس الكتاب
الصفحة 90 من 112

فصل: تمريض [1] النبي صلى الله عليه وسلم في بيتها، ووفاته بين سحرها ونحرها -في يومها- فيه، ودفنه فيه:

شاء الله تعالى أن يموت النبي صلى الله عليه وسلم في بيت أحب الناس إليه، وأعزهم عليه، وأن تكون لحظاته الأخيرة قبل الآخرة، عند أم المؤمنين الطاهرة ..

حَتَّى قَضَى فِي وِسَادٍ أَنْتِ جَوْهَرُهُ *** وَمَازَجَ الرِّيقَ رِيقٌ وَهْوَ يُحْتَضَرُ

فِي بَيْتِهَا دُونَ أَرْضِ اللهِ مَسْكَنُهُ *** وَرَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ اللهِ تَزْدَهِرُ

أخرج الحاكم في مستدركه 4/ 10 عن عبد الرحمن بن الضحاك أن عبد الله بن صفوان أتى عائشة وآخر معه فقالت عائشة لأحدهما: أسمعت حديث حفصة يا فلان؟ قال: نعم يا أم المؤمنين. فقال لها عبد الله بن صفوان: وما ذاك يا أم المؤمنين؟ قالت: خلال تسع لم تك لأحد من النساء قبلي إلا ما آتى الله مريم بنت عمران والله ما أقول هذا أني أفخر على أحد من صواحباتي. فقال لها عبد الله بن صفوان: وما هن يا أم المؤمنين؟

فعددتها، وذكرت منها:".. وقبض في بيتي ولم يله غير الملك وأنا .." [قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه] .

وفي رواية: عن عبد الملك بن عمير، قال: قالت عائشة لنساء النبي صلى الله عليه وسلم: فُضلت عليكن بعشر ولا فخر.

وذكرت منها:"واستأذن النبي صلى الله عليه وسلم نساءه في مرضه، فقال: (إنه ليَشُقُّ عليَّ الاختلاف بينكنَّ، فائْذَنَّ لي أن أكون عند بعضكن) . فقالت أم سلمة: قد عرفنا من تُريد! تريد عائشة. قد أذِنا لك. وكان آخر زاده من الدنيا ريقي، أُتي بسواك، فقال: انكثيه يا عائشة. فنكثته، وقُبض بين حجري ونحري، ودُفن في بيتي".اهـ [2]

(1) قال الشيخ صفي الرحمن المباركفوري رحمه الله:"التمريض: حسن القيام على المريض".اهـ [منة المنعم في شرح صحيح مسلم] .

(2) كان عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير يقول:"إنما هو بين شَجرِي"بشين معجمة وجيم، فسئل عن ذلك، فشبَّك بين أصابعه، وقدمها عن صدره، كأنه يضم شيئاًَ، يريد أنه عليه الصلاة والسلام قُبِض وقد ضمَّتهُ بيديها إلى نحرها وصدرها، وخالفت بين أصابعها".اهـ [الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة ص59] ."

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام