فهرس الكتاب
الصفحة 57 من 112

فصل: تبرئتها بنزول آيات محكمات، من فوق سبع سماوات

إن من أعظم خصائص أمنا الحصان الرزان، أن الله تعالى أنزل فيها آيات من القرآن، تتلى على مر العصور والأزمان ..

فأمُّنا عائشةٌ رمزُ التُّقى *** والشَّرَفِ الرَّفيعِ والطَّهُورِ

طهَّرها المَولى فكانتْ عَلَماً *** في سُورَةٍ تُتْلَى على الدُّهورِ

أخرج الحاكم في مستدركه 4/ 10 عن عبد الرحمن بن الضحاك أن عبد الله بن صفوان أتى عائشة وآخر معه فقالت عائشة لأحدهما: أسمعت حديث حفصة يا فلان؟ قال: نعم يا أم المؤمنين. فقال لها عبد الله بن صفوان: وما ذاك يا أم المؤمنين؟ قالت: خلال تسع لم تك لأحد من النساء قبلي إلا ما آتى الله مريم بنت عمران والله ما أقول هذا أني أفخر على أحد من صواحباتي. فقال لها عبد الله بن صفوان: وما هن يا أم المؤمنين؟

فعددتها، وذكرت منها:".. ونزل فيّ آيات من القرآن كادت الأمة تهلك فيها .." [قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه] .

وفي رواية: عن عبد الملك بن عمير قال: قالت عائشة لنساء النبي صلى الله عليه وسلم: فُضلت عليكن بعشر ولا فخر ..

فذكرت منها:"ونزل عُذري من السماء".اهـ

وفي رواية أبي يعلى: عن عائشة رضي الله عنها قالت: لقد أعطيت تسعاً ما أعطيتهن امرأة .. وذكرت منها:

ولقد نزل عُذري من السماء، ولقد خُلقت طيبةً وعند طيب، ولقد وُعدت مغفرةً ورزقاً كريماً؛ تعني قوله تعالى: (لهم مغفرةٌ ورزقٌ كريم) وهو الجنة.

قال الإمام ابن الأثير الجزري رحمه الله:"ولو لم يكن لعائشة من الفضائل إلا قصة الإفك لكفى بها فضلاً وعلوّ مجد، فإنها نزل فيها من القرآن ما يُتلى إلى يوم القيامة".اهـ [أسد الغابة في معرفة الصحابة 5/ 496] .

وقال الإمام أبو محمد القحطاني رحمه الله في نونيته:

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام