إن الطعن في أعراض الطاهرات ليس بالأمر الجديد، بل هو سنة من سنن اليهود لا تبيد، وما طعنهم في عرض العذراء مريم عنا ببعيد! [1]
(1) قال الله تعالى: (ثيباتٍ وأبكاراً) عن أبي بريدة، عن أبيه: (ثيباتٍ وأبكاراً) قال: وعد الله نبيه صلى الله عليه وسلم في هذه الآية أن يزوجه بالثيب آسية امرأة فرعون، وبالأبكار مريم بنت عمران".اهـ [رواه الطبراني في المعجم الكبير، وانظر تفسير القرآن العظيم 4/ 460] ."
وعن سعد بن جُنادة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله زوجني في الجنة مريم بنت عمران وامرأة فرعون وأخت موسى) [رواه الطبراني في المعجم الكبير برقم (5485) ، وضعفه السيوطي في فيض القدير 2/ 237، والعقيلي في الضعفاء الكبير 4/ 459] .
وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أُشعرت أن الله زوجني مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم وكلثم أخت موسى) ، وفي زيادة:"فقلت: هنيئاً لك يا رسول الله".اهـ [رواه أبو يعلى، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 218، وقال: رواه الطبراني، وفيه خالد بن يوسف السمتي وهو ضعيف. اهـ] .
وعن أبي روَّاد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لخديجة رضي الله عنها: (أما علمتِ أن الله قد زوجني معكِ في الجنة مريم بنت عمران، وكلثم أخت موسى، وآسية امرأة فرعون) قالت: وقد فعل الله بك ذلك يا رسول الله؟ قال: (نعم) قالت: بالرّفاء والبنين. اهـ [رواه الطبراني في المعجم الكبير برقم (1100) ] .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على خديجة وهي في مرض الموت، فقال: (يا خديجة إذا لقيتِ ضرائركِ فأقرئيهنَّ مني السلام) قالت: يا رسول الله وهل تزوجتَ قبلي؟ قال: (لا، ولكن الله زوجني مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم وكلثم أخت موسى) [انظر: تاريخ دمشق 26/ 88، وفي إسناده: محمد بن زكريا الغلابي، قال الدارقطني عنه: يضع الحديث. انظر: ميزان الاعتدال 3/ 550 .. وفيه أيضاً: العباس بن بكار، قال الدارقطني: كذاب. 2/ 382] .
وعن ابن عمر قال: نزل جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بما أرسل به، وجلس يُحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مرّت خديجة، فقال جبريل: من هذه يا محمد؟ قال: (هذه صديقة أمتي) قال جبريل: معي إليها رسالة من الرب عز وجل، يقرئها السلام ويبشرها ببيت في الجنة من قصبٍ بعيد من اللهب لا نَصب فيه ولا صَخب. قالت: الله السلام، ومنه السلام، والسلام عليكما ورحمة الله وبركاته على رسول الله، ما ذلك البيت الذي من قصب؟ قال: (لؤلؤة جوفاء بين بيت مريم بنت عمران، وبيت آسية بنت مزاحم، وهما من أزواجي يوم القيامة) . [انظر: تاريخ دمشق 26/ 87، وفي إسناده: سويد بن سعيد؛ صدوق كثير التدليس. وقال البخاري: حديثه منكر. وقال النسائي: ضعيف. انظر: ميزان الاعتدال 2/ 248 .. وفيه أيضاً: محمد بن صالح بن عمر: وهو مجهول. انظر: ميزان الاعتدال 3/ 581] .
فإن صح ذلك؛ فإن اليهود قد طعنوا في عرض زوجة النبي صلى الله عليه وسلم في الآخرة، والروافض طعنوا في عرض زوجة النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة!