وقال عروة:"فما كانت عائشة تستجدّ ثوباً حتى ترقع ثوبها وتكنسه".اهـ [أخرجه الترمذي] .
تراهمُ جوفَ الليالِي سُجَّداً *** وصائمينَ في لظَى الهَجِيرِ
ويبذُلونَ في رضاهُ ما غَلا *** في سِلمِهمْ وَساحةِ النَّفيرِ
عاشت عائشة إلى آخر خلافة معاوية، ثم انتقلت إلى حياة النعيم الباقية .. قال هشام بن عروة، وأحمد بن حنبل، وخليفة بن خياط، وغيرهم:"تُوفيت سنة سبع وخمسين".اهـ وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى، والواقدي، وغيرهما:"سنة ثمان وخمسين".اهـ [1]
عن سالم بن سبَلان:"انها ماتت في الليلة السابعة عشرة من شهر رمضان بعد الوتر. فأمرت أن تُدفن من ليلتها، فاجتمعَ الأنصار، وحضروا، فلم يُرَ ليلة أكثر ناساً منها. نزل أهل العوالي، فدُفنت بالبقيع".اهـ [أخرجه ابن سعد في الطبقات 8/ 76 - 77، والحاكم في المستدرك 4/ 6، وانظر سير أعلام النبلاء 2/ 192 - 193] .
قال الإمام ابن عبد البر رحمه الله:"وصلى عليها أبو هريرة، ونزل في قبرها خمسة: عبد الله وعروة ابنا الزبير، والقاسم بن محمد، وعبد الله بن محمد بن أبي بكر، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر".اهـ [الاستيعاب في معرفة الأصحاب 4/ 1885] .
قال مسروق:"لولا بعضُ الأمر، لأقمتُ المناحةَ على أمِّ المؤمنين، يعني عائشة".اهـ [أخرجه ابن سعد في الطبقات 8/ 78، وانظر سير أعلام النبلاء 2/ 185] .
إن الله تعالى قد شرف أم المؤمنين، فاختارها زوجة لخير المرسلين، وأي شرف فوق هذا الشرف، لمن تفكر جيداً وأنصف؟!
أَنْتِ اجْتَنَيْتِ ثِمَارَ الْمَجْدِ عَالِيَةً *** مِنْ دَوْحَةٍ لَمْ يُسَامِتْ فَرْعَهَا بَشَرُ
حِبُّ الرَّسُولِ وَمَنْ أَهْدَى لَهُ مَلَكًا *** فِي سَرقَةٍ حَسُنَتْ غَرَّاءَ تَخْتَمِرُ
(1) انظر سير أعلام النبلاء 2/ 192.