فهرس الكتاب
الصفحة 76 من 112

فصل: إجماع علماء المسلمين، على كفر من سب أم المؤمنين:

من خصائص عائشة العظام، إجماع علماء الإسلام، على كفر من رماها بسيئ الكلام، بينما تجد العلماء الأثبات، قد اختلفوا في تكفير من طعن ببقية الأمهات ..

أخرج الإمام ابن حزم في المحلى 13/ 504:"عن هشام بن عمار قال: سمعت مالك بن أنس يقول من سب أبا بكر وعمر جلد، ومن سب عائشة قتل، قيل له: لم يقتل في عائشة؟ قال: لأن الله تعالى يقول في عائشة رضي الله عنها: (يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبداً إن كنتم مؤمنين) ، قال مالك: فمن رماها فقد خالف القرآن، ومن خالف القرآن قتل. قال أبو محمد رحمه الله: قول مالك ههنا صحيح وهي ردة تامة وتكذيب لله تعالى في قطعه ببراءتها".اهـ

وحكى أبو الحسن الصقلي أن القاضي أبا بكر الطيب قال:"إن الله تعالى إذا ذكر في القرآن ما نسبه إليه المشركون سبح نفسه لنفسه، كقوله: (وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه) ، وذكر تعالى ما نسبه المنافقون إلى عائشة فقال: (ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك) ، سبح نفسه في تبرئتها من السوء، كما سبح نفسه في تبرئته من السوء، وهذا يشهد لقول مالك في قتل من سب عائشة، ومعنى هذا والله أعلم أن الله لما عظم سبها كما عظم سبه وكان سبها سباً لنبيه، وقرن سب نبيه وأذاه بأذاه تعالى، وكان حكم مؤذيه تعالى القتل، كان مؤذي نبيه كذلك".اهـ [الشفا للقاضي عياض 2/ 267 - 268] .

وقال أبو الخطاب بن دِحية في"أجوبة المسائل":"ويشهد لقول مالك كتاب الله، فإن الله تعالى إذا ذكر في القرآن ما نَسَبَهُ إليه المشركون سبَّح نفسه لنفسه. قال تعالى: (وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه) ، والله تعالى ذكر عائشة فقال: (ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك) ، فسبَّح نفسه في تنزيه عائشة، كما سبح نفسه لنفسه في تنزيهه".اهـ [1]

وروى الخلال في السنة عن أبي بكر المروزي قال: سألت أبا عبد الله -أحمد بن حنبل- عن من يشتم أبا بكر وعمر وعائشة؟ قال:"ما أراه على الإسلام".اهـ

(1) انظر:"الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة"ص57 - 58.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام