لقد سطرتُ بعض مناقب الصديقة بنت الصديق، هدية مني للعدو قبل الصديق، لعله أن يصحو أو يفيق، فهي كالشمس في رابعة النهار تنير الطريق ..
ذَاعَتْ مَنَاقِبُهَا فِي كُلِّ نَاحِيَةٍ *** كَالشَّمْسِ بَازِغَةً بِالنُّورِ تَزْدَهِرُ
إِذْ أَعْجَزَ الْكُلَّ إِدْرَاكًا لِمَنْزِلِهَا *** كَأَنَّهَا الغَيْثُ سَحَّاءً وَتَنْهَمِرُ
فاذهبوا بكتابي هذا فألقوه على وجه الأبي يأتِ بصيراً، فإن أبى فلا يلومنّ إلا نفسه إن هوى في الهاوية وساءت مصيراً!
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمدٍ *** وينكر الفم طعم الماء من سقمِ!
وإني لأرجو أن أنال مغفرة الله والثواب، بما سطرته في هذا الكتاب، فإنه من أرجى ما خط بناني، وجاش به فيض جناني ..
أنَا ما كَتبتُ لكَي أُمجِّدَ طاغِياً *** حَاشاكَ - يَا قَلَمَ العُلا - حَاشَاكا
يَا ربِّ، عطِّرْ لي حُروفيَ بِالرِّضَا *** مَا ضلَّ مَن يسعَى لِنَيلِ رِضاكا
وقد"روي أن حسان بن ثابت استأذن على عائشة بعدما كُفّ بصره، فأذنت له، فدخل عليها فأكرمته، فلما خرج من عندها، قيل لها: أهذا من القوم؟! قالت: أليس يقول:"
فإنّ أبي ووالده وعرضي *** لِعرضِ محمد منكم وقاء
هذا البيت يغفرُ له كل ذنب".اهـ [الاستيعاب في معرفة الأصحاب 4/ 1885] ."
وعن ابن جريج عن محمد بن السائب ابن بركة عن أمه أنها كانت مع عائشة في الطواف، ومعها أم حكيم بنت خالد بن العاصي وأم حكيم بنت عبد الله بن أبي ربيعة فتذاكرتا حسان بن ثابت فابتدرناه بالسب. فقالت عائشة: ابن الفريعة تسبان؟! إني لأرجو أن يدخله الله الجنة بذبه عن النبي صلى الله عليه وسلم بلسانه، أليس القائل:
هجوت محمدا فأجبت عنه *** وعند الله في ذاك الجزاء