فصل: بزها أمهات المؤمنين ونساء المسلمين، في الفصاحة والعلم والفقه في الدين [1] :
إن من أبرز خصائص عائشة بالاتفاق، عند أهل العلم الحذاق: أنها أفقه نساء الأمة على الإطلاق ..
بحر من العلم لا تحصى شواطئه *** والفقه إن فاض يجري في سواقيها
من مثل عائشة في الفضل يدركها *** من النساء وترقى في مراقيها
قال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه:"ما أشكل علينا -أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم- حديثٌ قط، فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علماً".اهـ [أخرجه الترمذي وقال: حسن صحيح. وصححه الألباني] .
وقال مسروق:"رأيتُ مشيخةَ أصحابِ محمد صلى الله عليه وسلم يسألونها عن الفرائض".اهـ [أخرجه الترمذي، وصححه الألباني] .
وفي رواية الحاكم في مستدركه 4/ 11 عن مسلم عن مسروق: أنه قيل له: هل كانت عائشة تُحسن الفرائض؟ قال:"أي والذي نفسي بيده، لقد رأيت مشيخة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يسألونها عن الفرائض".اهـ
وفي رواية:"نحلف بالله لقد رأينا الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألون عائشة عن الفرائض".اهـ [2] .
وعن قبيصة بن ذؤيب قال:"كانت عائشة أعلم الناس، يسألها أكابر الصحابة".اهـ [تذكرة الحفاظ للذهبي 1/ 28] .
(1) قال الإمام ابن الأثير الجزري رحمه الله:"زوج النبي صلى الله عليه وسلم وأشهر نسائه".اهـ [أسد الغابة في معرفة الصحابة 5/ 494] . قلت: وإنما كانت الأشهر -رضي الله عنها- لفضلها وفقهها.
(2) أخرجه الدارمي 2/ 342، وابن سعد في الطبقات 8/ 66، وانظر: سير أعلام النبلاء 2/ 182 صفة الصفوة 2/ 405.