لا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم يحب أهله ونسائه، ويكره النيل منهم والإساءة، ويساوي بينهم في القسم والليالي، ويفاضل في الحب بين ذوات القدر العالي.
قال الله تعالى: (وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ) [النساء: 129] . قال العماد ابن كثير رحمه الله:"أي: لن تستطيعوا -أيها الناس- أن تُساووا بين النساء من جميع الوجوه، فإنه وإن حصل القَسم الصُّوري؛ ليلة وليلة، فلا بد من التفاوت في المحبة ..".اهـ [تفسير القرآن العظيم 1/ 688] .
وعن ابن أبي مليكة قال:"نزلت هذه الآية: (وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ) في عائشة".اهـ [رواه ابن أبي حاتم] .
قال العماد ابن كثير رحمه الله:"يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحبها أكثر من غيرها".اهـ [تفسير القرآن العظيم 1/ 688] .
عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقسم بين نسائه فيعدل، ويقول: (اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك) . يعني القلب". [1] "
فمن كان يدعي حب النبي صلى الله عليه وسلم، فليحب من يحب، وليُقرب من يقرب، وإلا فهو مدع للمحبة يكذب!
إثبات ضدين معاً في حال *** أقبح ما يأتي من المحال!
فعندما سُئل المعصوم: من أحب الناس إليك؟ قال: عائشة. ومن الرجال؟ قال: أبوها .. وعندما سُئل الخصوم: من أبغض الناس إليكم؟ قالوا: عائشة. ومن الرجال؟ قالوا: أبوها!
فيُجاب على آحاد الأشرار، بقول الصحابي عمار:"اغرب مقبوحاً منبُوحاً، أتُؤذي حبيبة رسولِ الله صلى الله عليه وسلم".
(1) رواه الترمذي، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، والدارمي، وغيرهم، بإسناد صحيح -كما ذكر العماد ابن كثير رحمه الله- .. انظر: تفسير القرآن العظيم 1/ 688.