فهرس الكتاب
الصفحة 49 من 112

تذييل: حب عائشة فرض لازم، على كل من أحب أبا القاسم

لا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم يحب أهله ونسائه، ويكره النيل منهم والإساءة، ويساوي بينهم في القسم والليالي، ويفاضل في الحب بين ذوات القدر العالي.

قال الله تعالى: (وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ) [النساء: 129] . قال العماد ابن كثير رحمه الله:"أي: لن تستطيعوا -أيها الناس- أن تُساووا بين النساء من جميع الوجوه، فإنه وإن حصل القَسم الصُّوري؛ ليلة وليلة، فلا بد من التفاوت في المحبة ..".اهـ [تفسير القرآن العظيم 1/ 688] .

وعن ابن أبي مليكة قال:"نزلت هذه الآية: (وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ) في عائشة".اهـ [رواه ابن أبي حاتم] .

قال العماد ابن كثير رحمه الله:"يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحبها أكثر من غيرها".اهـ [تفسير القرآن العظيم 1/ 688] .

عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقسم بين نسائه فيعدل، ويقول: (اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك) . يعني القلب". [1] "

فمن كان يدعي حب النبي صلى الله عليه وسلم، فليحب من يحب، وليُقرب من يقرب، وإلا فهو مدع للمحبة يكذب!

إثبات ضدين معاً في حال *** أقبح ما يأتي من المحال!

فعندما سُئل المعصوم: من أحب الناس إليك؟ قال: عائشة. ومن الرجال؟ قال: أبوها .. وعندما سُئل الخصوم: من أبغض الناس إليكم؟ قالوا: عائشة. ومن الرجال؟ قالوا: أبوها!

فيُجاب على آحاد الأشرار، بقول الصحابي عمار:"اغرب مقبوحاً منبُوحاً، أتُؤذي حبيبة رسولِ الله صلى الله عليه وسلم".

(1) رواه الترمذي، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، والدارمي، وغيرهم، بإسناد صحيح -كما ذكر العماد ابن كثير رحمه الله- .. انظر: تفسير القرآن العظيم 1/ 688.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام