الصفحة 11 من 33

فالظلم إذا استشرى في مجتمع من المجتمعات، أو في بيئة من البيئات أخذ الله سبحانه وتعالى المجتمع بكامله، والنجاة في ذلك هي في مقاومة تلك المخالفة وذلك العناد والاستكبار، وذلك بالإصلاح؛ ولهذا قال الله سبحانه وتعالى: وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ [هود:117] ، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في الصحيح أنه إنما قام في ليلة من الليالي وقال: (ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج هكذا، وحلق بين أصبعيه السبابة والتي تليها، فقالت أم سلمة عليها رضوان الله تعالى: أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم. إذا كثر الخبث) ، وذلك أن الصلاح لازم وليس بمتعدٍّ، والظلم متعدٍّ وليس بلازم، فغلب الظلم المتعدي على الصلاح اللازم. وهذا هو سبب نزول العقوبة في المجتمعات، والله سبحانه وتعالى يمهل الظالم حتى تتعدى مظلمته إلى غيره، فإذا كانت المظلمة لازمة في نفسه فهو ظالم لنفسه بالتقصير فيها؛ فإن الله جل وعلا لا ينزل عليه عقوبة في الأغلب حتى يستشري ذلك الظلم فيتعدى إلى غيره، فإذا تعدى إلى غيره نزلت به العقوبة المقدرة المشابهة لذلك الظلم المتعدي.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام