إن الحكم إلا لله - للشيخ: (عبد العزيز بن مرزوق الطريفي)
إن الله تبارك وتعالى يدبر الكون بحكمه القدري وحكمه الشرعي، وحكمه الشرعي يتنوع إلى حكم شرعي لازم وحكم شرعي متعدٍّ، والمخالفة لحكم الله في الكون قد تستنزل العقوبات على قدر المخالفات، ولكن صلاح العباد وإصلاحهم قد يدفع العقوبة أو يخففها.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد: فإن الله سبحانه وتعالى خلق الخلق، ودبر هذا الكون وسيره، وجعل حكمه سبحانه وتعالى إليه ليس لأحد من خلقه، فالله جل وعلا يدبر الأمور، ويصيرها، لا يشاركه في ذلك أحد من مخلوقاته، وإن نازعه أحد بقوله أو بفعله، فإن ذلك من أمور المنازعة الصورية، يمهل الله جل وعلا بها المنازع إلى أجل معلوم، ثم يؤاخذه الله سبحانه وتعالى بجريرته ومنازعته تلك، والله سبحانه وتعالى متصرف في ملكه، وكل ما عدا الله جل وعلا هو الكون المخلوق، ومن حكمة الله سبحانه وتعالى أن جعل العباد في هذه الأرض مختلفين، متباينين من جهة الإدراك والنظر، والتمييز بين الخطأ والصواب.