سلسلة منهاج المسلم - (72)


الحلقة مفرغة

الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة..

أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة، ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب منهاج المسلم.

وقد فرغنا من دراسة العقيدة والآداب والأخلاق، وانتهى بنا الدرس إلى الدرس الأول من كتاب العبادات، ألا وهو [ في الطهارة ] وفي هذا الفصل [ ثلاث مواد: المادة الأولى: في حكم الطهارة، وبيانها ] يجب على كل مؤمن ومؤمنة أن يعرف الطهارة، وكيف يستعملها؛ ليطهر ظاهراً وباطناً.

حكم الطهارة

[ أولاً: حكمها: الطهارة واجبة بالكتاب ] أي: بالقرآن [ والسنة ] الطهارة لازمة وواجبة حتمية مفروضة بالقرآن وبسنة النبي صلى الله عليه وسلم [ قال تعالى: وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا [المائدة:6] ] أي: فتطهروا، وهذا فرض الله عز وجل، فيجب علينا أن نتطهر [ وقال عز وجل: وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ [المدثر:4] ] فالخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم، والثياب ما يلبسه المسلم من سروال أو قميص أو ما إلى ذلك [ قال سبحانه وتعالى: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ [البقرة:222] ] اللهم اجعلنا من التوابين الذين كلما أذنبوا ذنباً تابوا إلى ربهم ورجعوا إليه، واجعلنا من المتطهرين من كل الذنوب والآثام، ومن كل الأنجاس والأرجاس والأوساخ [ وقال صلى الله عليه وسلم: ( مفتاح الصلاة الطهور ) ] إن لم تكن متطهراً فلا يصح أن تدخل في الصلاة، فالذي عليه نجاسة في ثوبه أو بدنه، أو به حدث صغير أو كبير لا يحوز له أن يدخل في الصلاة حتى يتطهر؛ لأن مفتاح الصلاة الطهور [ وقال صلى الله عليه وسلم: ( لا تقبل صلاة بغير طهور ) ] لا يقبل الله صلاة أحد رجلاً أو امرأة بغير طهور، لابد وأن يكون طاهراً متطهراً [ وقال صلى الله عليه وسلم: ( الطهور شطر الإيمان ) ] نصف الإيمان، والطهور هنا يكون بمعنى: طهارة الجسم وطهارة الروح، فطهارة الجسم سيأتي بيانها بالتفصيل.

وطهارة الروح: أن يجنب نفسه مدسياتها من الكذب والغش والخداع والزنا والربا والفجور وقتل النفس وما إلى ذلك من سائر الذنوب والآثام، فلابد من تطهير الروح، وقد علمنا وأصبحنا موقنين: أن أصحاب الأنفس الخبيثة لا يدخلون الجنة ولا يرون الله عز وجل؛ لقوله تعالى: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا [الشمس:9-10]، فالذي خبثت نفسه ولوثها بأقذار الذنوب والآثام، ومات على ذلك هيهات هيهات أن يفوز بالنجاة من النار وبدخول الجنة دار الأبرار!

إذاً: حكم الطهارة الباطنة والظاهرة هو الوجوب والحتمية.

[ أولاً: حكمها: الطهارة واجبة بالكتاب ] أي: بالقرآن [ والسنة ] الطهارة لازمة وواجبة حتمية مفروضة بالقرآن وبسنة النبي صلى الله عليه وسلم [ قال تعالى: وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا [المائدة:6] ] أي: فتطهروا، وهذا فرض الله عز وجل، فيجب علينا أن نتطهر [ وقال عز وجل: وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ [المدثر:4] ] فالخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم، والثياب ما يلبسه المسلم من سروال أو قميص أو ما إلى ذلك [ قال سبحانه وتعالى: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ [البقرة:222] ] اللهم اجعلنا من التوابين الذين كلما أذنبوا ذنباً تابوا إلى ربهم ورجعوا إليه، واجعلنا من المتطهرين من كل الذنوب والآثام، ومن كل الأنجاس والأرجاس والأوساخ [ وقال صلى الله عليه وسلم: ( مفتاح الصلاة الطهور ) ] إن لم تكن متطهراً فلا يصح أن تدخل في الصلاة، فالذي عليه نجاسة في ثوبه أو بدنه، أو به حدث صغير أو كبير لا يحوز له أن يدخل في الصلاة حتى يتطهر؛ لأن مفتاح الصلاة الطهور [ وقال صلى الله عليه وسلم: ( لا تقبل صلاة بغير طهور ) ] لا يقبل الله صلاة أحد رجلاً أو امرأة بغير طهور، لابد وأن يكون طاهراً متطهراً [ وقال صلى الله عليه وسلم: ( الطهور شطر الإيمان ) ] نصف الإيمان، والطهور هنا يكون بمعنى: طهارة الجسم وطهارة الروح، فطهارة الجسم سيأتي بيانها بالتفصيل.

وطهارة الروح: أن يجنب نفسه مدسياتها من الكذب والغش والخداع والزنا والربا والفجور وقتل النفس وما إلى ذلك من سائر الذنوب والآثام، فلابد من تطهير الروح، وقد علمنا وأصبحنا موقنين: أن أصحاب الأنفس الخبيثة لا يدخلون الجنة ولا يرون الله عز وجل؛ لقوله تعالى: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا [الشمس:9-10]، فالذي خبثت نفسه ولوثها بأقذار الذنوب والآثام، ومات على ذلك هيهات هيهات أن يفوز بالنجاة من النار وبدخول الجنة دار الأبرار!

إذاً: حكم الطهارة الباطنة والظاهرة هو الوجوب والحتمية.

[ ثانياً: بيانها ] أي: بيان الطهارة [ الطهارة قسمان: ظاهرة، وباطنة ] الطهارة الظاهرة: طهارة الأبدان، والطهارة الباطنة الخفية: طهارة الأرواح، بأن نزكيها ونسمو بها!

شبابنا اليوم تبرنطوا بالبرانيط، يسوقون السيارات، ويتلذذون بزي الكافرين، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( من تشبه بقوم فهو منهم ) فهل طهر هؤلاء أرواحهم.

أتريدون أن تكونوا يهوداً أونصارى؟!

كم صرخنا ولكن لا مجيب! هبطت هذه الأمة إلى الحضيض!

كيف ترضى لولدك أن يضع البرنيطة على رأسه؟! من ألزمه بها؟! ومن أوجبها عليه؟! ما هي فائدتها سوى أن يكون كاليهودي أو النصراني والعياذ بالله!

( من تشبه بقوم فهو منهم )، من يرد هذا على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فما إن أحبهم، وأصبح يمشي مشيتهم، ويأكل أكلهم إلا أصبح منهم، فأي مسخ أكبر من هذا؟!

أما النساء ففي أيديهن الهواتف الجوالة، ويرفعن أصواتهن بالكلام في مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام، فأي مسخ هذا؟! إلى أين ينتهي أمرنا؟! لا يجوز أن ترفع صوتك في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا لضرورة، فرفع الصوت حرام، فكيف بهذه الهواتف في أيديهن يتبجحن بها؟!

وبعض النساء يلبسن البنطلونات في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم كأنهن نصرانيات!

نصيحتي قبل أن أموت: لا يحل للمؤمنة أن تدخل بالهاتف الجوال في مسجد رسول الله وتتكلم به بين الناس، ولا يحل لها أن تتزيا بزي عاهرة أو كافرة، وإن أبت إلا ذلك فهي مثلها، وعاقبتها مثلها.

ما الذي نخسره إذا دخلنا طاهرين طيبين في بيوت ربنا؟!

ما هي الفائدة التي تستفيدها المرأة عندما تلبس لباس اليهوديات والعواهر سوى أنها ترضي الشيطان فقط، وتنتقل العداوة إلى قلبها، فتنكر حتى وجود ربها؟ لماذا هذا؟ من ألزمنا بهذا؟ ومن أكرهنا على هذا؟

هل الجوع الذي حملنا على ذلك؟ فإننا لسنا بجياع.

هل الخوف الذي حملنا على هذا؟ لسنا بخائفين.

بل الذي حملنا على ذلك هو الجري وراء الشهوات واتباع الشياطين.

الطهارة الباطنة

[ فالطهارة الباطنة ] الخفية [ هي: تطهير النفس من آثار الذنب والمعصية؛ وذلك بالتوبة الصادقة من كل الذنوب والمعاصي، وتطهير القلب من أقذار الشرك والشك والحسد والحقد والغل والغش والكبر والعجب والرياء والسمعة ] هذه أوساخ تنال القلب فتفسده، فيجب علينا أن نطهر قلوبنا كما نطهر أبداننا [ وذلك بالإخلاص واليقين وحب الخير والحلم والصدق والتواضع وإرادة وجه الله بكل النيات والأعمال الصالحة ] كثير من الناس لا يذكرون الله تعالى أبداً، وإذا ذكروه فبألسنتهم لا بقلوبهم، من ذكر الله بكى، من ذكر الله -والله- ما استطاع أن يمد يده إلى ما حرم الله، من ذكر الله لا يستمر على معصية الله، ليس كأصحاب القلوب الغافلة التي تكون في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم وفي مسجده وتتزيا بزي العواهر والكفار.

الطهارة الباطنة: طهارة القلوب من الشرك، والغل، والحسد، والغش، والحقد، والربا، والزنا، كل الباطن، الغيبة، النميمة، كل الذنوب التي ذكرها الله في كتابه وفي سنة رسوله، هي عبارة عن أوساخ كالخراءة للجسم، والبول والنتن للبدن، بل أشد.

الطهارة الظاهرة

[ والطهارة الظاهرة: هي طهارة الخبث، وطهارة الحدث ] طهارة البدن نوعان: طهارة حدث، وطهارة خبث، فيجب أن نتطهر من الخبث والحدث [ فطهارة الخبث تكون بإزالة النجاسات بالماء الطهور من لباس المصلي، وبدنه، ومكان صلاته ] طهارة الخبث للبدن تكون بإزالة النجاسات صغيرها وكبيرها بالماء الطهور، من لباس المصلي ومن بدنه ومن مكان صلاته، فمن صلى على مكان نجس لا تصح صلاته؛ لأنها باطلة، ومن صلى وفي ثوبه نجاسة أو في عمامته أو بدنه أو يده فصلاته باطلة، فلا يقف بين يدي الرحمن وفي بدنه أو ثوبه نجاسة، فإن ذلك لا يصح أبداً، ولا يقبله الله.

[ وطهارة الحدث وهي: الوضوء، والغسل، والتيمم ] نزيل الحدث عن أنفسنا بالوضوء، أو الغسل، أو التيمم إذا ما وجدنا الماء للغسل أو للوضوء نتيمم، فالمتوضئ طاهر طهارة حدث، وكذا المغتسل والمتيمم.

[ فالطهارة الباطنة ] الخفية [ هي: تطهير النفس من آثار الذنب والمعصية؛ وذلك بالتوبة الصادقة من كل الذنوب والمعاصي، وتطهير القلب من أقذار الشرك والشك والحسد والحقد والغل والغش والكبر والعجب والرياء والسمعة ] هذه أوساخ تنال القلب فتفسده، فيجب علينا أن نطهر قلوبنا كما نطهر أبداننا [ وذلك بالإخلاص واليقين وحب الخير والحلم والصدق والتواضع وإرادة وجه الله بكل النيات والأعمال الصالحة ] كثير من الناس لا يذكرون الله تعالى أبداً، وإذا ذكروه فبألسنتهم لا بقلوبهم، من ذكر الله بكى، من ذكر الله -والله- ما استطاع أن يمد يده إلى ما حرم الله، من ذكر الله لا يستمر على معصية الله، ليس كأصحاب القلوب الغافلة التي تكون في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم وفي مسجده وتتزيا بزي العواهر والكفار.

الطهارة الباطنة: طهارة القلوب من الشرك، والغل، والحسد، والغش، والحقد، والربا، والزنا، كل الباطن، الغيبة، النميمة، كل الذنوب التي ذكرها الله في كتابه وفي سنة رسوله، هي عبارة عن أوساخ كالخراءة للجسم، والبول والنتن للبدن، بل أشد.

[ والطهارة الظاهرة: هي طهارة الخبث، وطهارة الحدث ] طهارة البدن نوعان: طهارة حدث، وطهارة خبث، فيجب أن نتطهر من الخبث والحدث [ فطهارة الخبث تكون بإزالة النجاسات بالماء الطهور من لباس المصلي، وبدنه، ومكان صلاته ] طهارة الخبث للبدن تكون بإزالة النجاسات صغيرها وكبيرها بالماء الطهور، من لباس المصلي ومن بدنه ومن مكان صلاته، فمن صلى على مكان نجس لا تصح صلاته؛ لأنها باطلة، ومن صلى وفي ثوبه نجاسة أو في عمامته أو بدنه أو يده فصلاته باطلة، فلا يقف بين يدي الرحمن وفي بدنه أو ثوبه نجاسة، فإن ذلك لا يصح أبداً، ولا يقبله الله.

[ وطهارة الحدث وهي: الوضوء، والغسل، والتيمم ] نزيل الحدث عن أنفسنا بالوضوء، أو الغسل، أو التيمم إذا ما وجدنا الماء للغسل أو للوضوء نتيمم، فالمتوضئ طاهر طهارة حدث، وكذا المغتسل والمتيمم.