سلسلة منهاج المسلم - (54)


الحلقة مفرغة

الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئاً.

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب منهاج المسلم، وقد انتهى بنا الدرس إلى: [ الفصل الثالث عشر: في آداب خصال الفطرة].

وهل المسلمون يعرفون هذه الخصال؟ من قرأها واستمع إلى قارئها علم، ومن لم يقرأ ولم يسمع لا يعرفها.

قال المؤلف: [ الفصل الثالث عشر: في آداب خصال الفطرة] والمراد بالفطرة هي الخلقة التي خلقنا الله تعالى عليها، وهذه الخصال موروثة من لدن آدم إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فهيا بنا نعلمها ونعمل بها!

[ المسلم ] بوصفه مسلماً، أسلم قلبه ووجهه لله، تقول: أسلمت المفاتيح لفلان إذا أعطيته إياها، فالمسلم أسلم لله وجهه وقلبه، فوجهه لا ينظر فيه إلا الله، وقلبه لا يتقلب إلا في رضا الله، هذا هو المسلم الحق [ يتقيد بتعاليم كتاب ربه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ] فالمسلم الحق يلتزم -بعناية وصدق- بتعاليم القرآن وسنة الحبيب عليه الصلاة والسلام [ فعلى ضوئهما ] نورهما، أي: الكتاب والسنة [ يعيش المسلم، وبحسبهما يتكيف في جميع شئونه ] أي: يتصف في جميع شئونه بهما [ وذلك لقول الله تعالى: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ [الأحزاب:36] ] وقراءة نافع : (أن تكون لهم الخيرة) هذه الآية الكريمة نزلت في قضية زيد بن حارثة وأم المؤمنين زينب رضي الله عنها -وهي في سورة الأحزاب- لما كان الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة قبل البعثة تبنى زيد بن حارثة ، وكان التبني شائعاً ذائعاً في العالم، من أراد أن يتبنى ولداً يقول: ولدي، ويعلن ذلك في الأسواق أو في مجتمعات الناس فيصبح ولده، وفي الحقيقة زيد اشترته خديجة بمالها ثم وهبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء أبواه يطلبانه في مكة.. من الشمال إلى الجنوب، فلما عثرا على ولدهما قالا: هذا ابننا، فقال لهما الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: خيروه، إن شاء يبقى عندي، وإن شاء يذهب معكم، وأنا مُسلِّم بذلك. فقال: كيف أختار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فمن هنا فرح به صلى الله عليه وسلم وتبناه، وأعلن في أسواق مكة أن زيد ابن محمد صلى الله عليه وسلم.

ولما هاجر الحبيب إلى المدينة، وتمت العقائد واستكملت، وبدأ التشريع في بيان الحلال والحرام، أراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يزوج زيداً ، فخطب له زينب بنت جحش رضي الله عنها، فلما ذهب يخطبها لـزيد فهمت أنه يخطبها لنفسه، فهشت وفرحت، وبعد ساعات أو يوم أو ليلة تبين لها أنه يخطبها لمولاه وخادمه. فقالت: لن أتزوج عبداً أبداً. ووقف إلى جنبها أخوها عبد الله بن جحش وقال: لن تتزوج أختي مولى من موالي العرب، ثم بعد ذلك تزوجت به.

وتمضي الأيام وتستعصي الحياة عنده بـزينب ، فهي شريفة وهو مولى.. فما أطاق البقاء معها، فكان يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويقول له: ما أطقت البقاء مع هذه؟ ماذا أصنع يا رسول الله؟! فيقول له: اصبر، اثبت، ليقض الله أمراً كان مفعولاً، فنزل القرآن الكريم بالقضية: فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا [الأحزاب:37] .

وأما قوله تعالى: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا [الأحزاب:36] فإن عبد الله بن جحش أول قائد قاد سرية في الإسلام، قال حين خطب النبي صلى الله عليه وسلم أخته زينب بنت جحش لـزيد : ما يمكن أن تتزوج مولى من موالي العرب، فنزلت هذه الآية: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ [الأحزاب:36] فما كان من زينب وعبد الله إلا أن استسلما وانقادا، وتزوج زيد زينباً ، ثم لم تتفق الحياة بينهما للفرق بينهما، فطلقها، ثم أمر الله رسوله أن يتزوجها، فقال تعالى: زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ [الأحزاب:37] وهنا زينب كانت تقول: ما منكن يا نساء الرسول إلا وتولى عقد نكاحها أبوها أو أخوها، وأنا تولى عقد نكاحي ربي في السماوات السبع فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا [الأحزاب:37] لماذا؟ لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا [الأحزاب:37] .

ونزل: مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا... [التوبة:113] فلا يحل التبني في الإسلام أبداً، فقد انمحى ونسخ.

وبعض الجاهلين في هذه الأيام يأخذون أولاد الزنا المرميين في الشوارع أو في المستشفيات وينسبونهم إليهم ويقولون: هذا ابني، فهذه كبيرة من كبائر الذنوب، لا تحل لمؤمن أبداً، ومن فعلها عصى الله عز وجل ولم يطعه؛ لأن التبني قد أبطله الإسلام وحرمه.

وإذا أراد أن يربيه لأجل الله فيقول: هذا أخي في الإسلام، فإذا كبر قال له: أنا مربيك، وأنا أخوك.

[ وقوله تعالى: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ [الحشر:7] ] يعني: أعطاكم [ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا [الحشر:7] ] وابتعدوا، أي: يا عباد الرحمن! ما آتاكم الرسول بشيء فخذوه، وما نهاكم عنه فانتهوا عنه، فلا تقل: أنا حالي كذا وشأني كذا، إذا أمر الله ورسوله بأمر فيجب أن نطيع الله ورسوله، وإذا نهيا عن شيء يجب أن ننتهي عنه؛ للآية الكريمة السابقة [ ولقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به ) ] أي: لا يبلغ أحدنا درجة الإيمان الحق، والدرجة العالية الرفيعة في هذا الباب، إلا إذا أصبح هواه وشهوته وما يحبه تابعاً لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، أحب الرسول أن يأكل بثلاث أصابع فكل أنت بثلاث أصابع ولا تكره، لعق أصابعه فالعقها، ولا تقل: كيف؟ اجعل هوى النفس دائماً تابعاً للسنة والكتاب، في الفعل والترك، والتأدب والأخلاق.

أما المذهبية؛ فمذهبنا هو مذهب الله ورسوله، حيث ذهب رسولنا في طريق فنحن وراءه: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ [الأنعام:153] اتبعوا مذهب رسول الله ولا تتبعوا المذاهب، والمذهب مكان الذهاب الذي هو بمعنى الطريق، الله يقول: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ [الأنعام:153]، وفي الفاتحة: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ [الفاتحة:6] والصراط المستقيم سلكه رسول الله، ومشى فيه هو وأصحابه، وكذا أولادهم وأحفادهم، فهذا هو سبيلنا، فليس لنا مذهب ولا طريقة.

[ فلهذا يلتزم المسلم بالآداب الآتية في خصال الفطرة الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم في قوله: ( خمس ) ] أي: خصال [ ( من الفطرة ) ] الخلقة التي خلق الله عليها، وأنشأ عليها الأنبياء والرسل، وهي: [ ( الاستحداد) ] وهو إزالة شعر العانة بالحديد أو بأية مادة، وشعر العانة يكون حول فرجك أو ذكرك، فمن خصال الفطرة أن تزيله بموسي أو بسكين أو بمادة أخرى [ ( والختان ) ] وهذا والحمد لله ماض، إذا ولد الطفل يوم السابع يختن ويعق عنه ويسمى باسم جميل حسن، وإذا ما ختنوه في السابع فلهم أن يختنوه قبل أن يبلغ، المهم أن يختن قبل البلوغ، والختان: قطع قلفة الذكر؛ وذلك لصالح الفحل [ (وقص الشارب) ] أي: ما تترك شاربك ينزل على فمك وشفتك، بل تقصه [ ( ونتف الإبط ) ] وهو الشعر الذي يكون في الإبطين فإنه ينتف أو يزال، وحلاقته يسبب غلظة الشعر من جديد، ونزعه ونتفه أفضل [ ( وتقليم الأظافر ) ] أي: أظافر اليدين والرجلين، ما يخلي المسلم أظفاره طويلة كالحيوان، بل إنه في كل أسبوع يقصها في يوم الإثنين ويوم الجمعة.

والسنة أن تبدأ بأظافر يدك اليمنى ثم اليسرى ثم برجلك اليمنى ثم اليسرى، إذ كان عليه السلام يحب التيمن في كل شيء، فابدأ دائماً باليمين.

وورد أيضاً أربع أخرى أو خمس: المضمضة، والاستنشاق بالماء في الوضوء، وغسل البراجم، وهو أن تخلل الماء بين أصابعك حتى يصل إليها.

والخمس الخصال المتأكدة هي: الاستحداد، والختان، وقص الشارب، ونتف الإبط، وقلم الأظافر.

الخصلة الأولى: الاستحداد

قال: [ وهذه الآداب هي: أولاً: الاستحداد: وهو حلق العانة بشيء حاد كسكين ونحوه، ولا بأس بإزالتها بالنورة].

الخصلة الثانية: الختان

[ثانياً: الختان: وهو قطع الجلدة التي تغطي رأس الذكر، ويستحب أن يكون ذلك يوم سابع الولادة ] فهو أفضل ومستحب [ إذ ختن النبي صلى الله عليه وسلم كلاً من الحسن والحسين ابني فاطمة الزهراء وعلي رضي الله تعالى عنهم يوم سابع الولادة ] ولد الحسن ثم الحسين، واختتنا يوم السابع [ ولا بأس أن يتأخر إلى ما قبل البلوغ ] ولا يجوز إلى البلوغ؛ لأنه يكشف عن العورة، لكن إذا أسلم الرجل وهو في عمر خمسين أو سبعين أو عشرين سنة فإنه يذهب إلى الطبيب ويقطع القلفة، وحسبنا أن إبراهيم عليه السلام اختتن وهو في عمر ثمانين سنة [ إذ اختتن نبي الله إبراهيم في سن الثمانين، وقد روي عنه عليه الصلاة والسلام: ( أنه كان إذا أسلم على يده الرجل يقول له: ألق عنك شعر الكفر واختتن ) ] ألق عنك شعر الكفر من رأسك واختتن، هكذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفعل.

فعلى إخواني الذين يسلمون الكفار على أيديهم في أوروبا وفي غيرها أن يعرفوا هذا، إذا أسلم الرجل وقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فإنه يحلق الشعر الذي كان في الكفر ويختتن، ويقطع القلفة التي على الذكر ولا حرج.

الخصلة الثالثة: قص الشارب

[ ثالثاً: قص الشارب: فيجز المسلم شاربه الذي يتدلى على شفته. وأما اللحية فيوفرها حتى تملأ وجهه ] وتزينه [ وترويه؛ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( جزوا الشوارب، وأرخوا اللحى ) ] خل اللحية ترتخي وتطول [ ( خالفوا المجوس ) ] أي: الكفار [ وقوله صلى الله عليه وسلم: ( خالفوا المشركين، أحفوا الشوارب وأعفوا اللحى ) بمعنى: وفروها وكثروها، فيحرم بهذا حلقها ] أي: بهذه النصوص لا يحل لمؤمن أبداً أن يحلق شعر وجهه بحال من الأحوال، والعلة واضحة؛ لأنه تشبه بالنساء، الذي يحلق وجهه وشاربه تشبه بالنساء، والرسول لعن المتشبهين من الرجال بالنساء، والنصارى واليهود يحلقون وجوههم كاملة فلا نتشبه بهم.

[ ويتجنب القزع؛ وهو حلق بعض الرأس وترك البعض؛ لقول ابن عمر رضي الله عنهما: ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القزع ) ] وهو أن يأخذ بعض الشعر من رأسه ويترك البعض الآخر، إما أن يأخذ الشعر كله، أو يتركه كله، فالقزع هو أن يكون وسط رأسه أبيض، ومن جانبيه شعر أسود، أو يأخذ من جانب، ويترك جانباً ثانياً، فهذا منهي عنه [ كما يتجنب ] أيضاً [ صبغ لحيته بالسواد؛ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم لما جيء بوالد أبي بكر الصديق يوم فتح مكة، وكان رأسه ثغامة بياضاً: ( اذهبوا به إلى بعض نسائه فليغيرنه بشيء، وجنبوه السواد ) ، أما الصبغ بالحناء والكتم فيستحسن الخضاب بهما ] فهو مشروع، أما السواد فقد أرشد الرسول آل الصديق إلى أن يغيروا ذاك الشيب الأبيض بشيء يغير به، ولكن ليس أسود، فليكن أصفر .. أحمر كالحناء وغيره [ وإن وفر المسلم شعر رأسه ولم يحلقه أكرمه بالدهن والتسريح؛ لقول الرسول عليه الصلاة والسلام: ( من كان له شعر فليكرمه ) ] إذا كان لك شعر فأكرمه بالتسريح بالمشط بأنواع الدهون والعطورات، وكذلك اللحية فإنها تسرح وتدهن.

الخصلة الرابعة: نتف الإبط

[ رابعاً: ] الخصلة الرابعة [ نتف الإبط، فينتف المسلم شعر إبطيه ] اليمين والشمال [ وإن لم يقدر على نتفه حلقه أو طلاه بالنورة ونحوها ليزول ] إذا ما استطاع أن ينتف شعر إبطيه حلقه أو طلاه بالنورة وهي مادة معروفة تزيل الشعر.

الخصلة الخامسة: تقليم الأظافر

[ خامساً: تقليم الأظافر، فيقلم المسلم أظافره، ويستحب له أن يبدأ باليد اليمنى ثم اليسرى ثم الرجل اليمنى فاليسرى؛ إذ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب البدء باليمين في ذلك ] كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب البداية باليمين في قلم أظافر يديه ورجليه.

وأخيراً: [ يفعل المسلم كل هذا بنية الاقتداء برسول الله عليه الصلاة والسلام ومتابعته ] الاتباع للرسول؛ لأنه قائده، وهاديه إلى سبل الكمال والسلام [ ليحصل له بذلك أجر متابعة الرسول عليه الصلاة والسلام والاستنان بسنته؛ إذ الأعمال بالنيات، ولكل امرئ ما نوى ].

قال: [ وهذه الآداب هي: أولاً: الاستحداد: وهو حلق العانة بشيء حاد كسكين ونحوه، ولا بأس بإزالتها بالنورة].

[ثانياً: الختان: وهو قطع الجلدة التي تغطي رأس الذكر، ويستحب أن يكون ذلك يوم سابع الولادة ] فهو أفضل ومستحب [ إذ ختن النبي صلى الله عليه وسلم كلاً من الحسن والحسين ابني فاطمة الزهراء وعلي رضي الله تعالى عنهم يوم سابع الولادة ] ولد الحسن ثم الحسين، واختتنا يوم السابع [ ولا بأس أن يتأخر إلى ما قبل البلوغ ] ولا يجوز إلى البلوغ؛ لأنه يكشف عن العورة، لكن إذا أسلم الرجل وهو في عمر خمسين أو سبعين أو عشرين سنة فإنه يذهب إلى الطبيب ويقطع القلفة، وحسبنا أن إبراهيم عليه السلام اختتن وهو في عمر ثمانين سنة [ إذ اختتن نبي الله إبراهيم في سن الثمانين، وقد روي عنه عليه الصلاة والسلام: ( أنه كان إذا أسلم على يده الرجل يقول له: ألق عنك شعر الكفر واختتن ) ] ألق عنك شعر الكفر من رأسك واختتن، هكذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفعل.

فعلى إخواني الذين يسلمون الكفار على أيديهم في أوروبا وفي غيرها أن يعرفوا هذا، إذا أسلم الرجل وقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فإنه يحلق الشعر الذي كان في الكفر ويختتن، ويقطع القلفة التي على الذكر ولا حرج.