سلسلة منهاج المسلم - (170)


الحلقة مفرغة

الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئاً.

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة، ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب منهاج المسلم، ذلكم الكتاب الحاوي الجامع للشريعة الإسلامية بكاملها عقيدة وآداباً وأخلاقاً وعبادات وأحكاماً، وهو جامع لأهل السنة والجماعة، فلا فرقة أبداً بينهم.

وها نحن قد انتهى بنا الدرس إلى النكاح وأحكامه.

والآن: [ آداب الفراش ] أيها الرجال، ويا أيتها المؤمنات الفراش له آداب.

[ للفراش آداب تنبغي مراعاتها والتأدب بها:]

أولاً: ملاعبة الزوجة ومداعبتها بما يثير داعية الجماع عندها

[ أولاً: ملاعبة الزوجة ومداعبتها بما يثير داعية الجماع عندها ] يا أيها الفحل! هذا الأدب لا تنساه، ملاعبة الزوجة ومداعبتها بما يثير داعية الجماع في نفسها، ليس من أول مرة تنكب عليها كالبعير.

ثانياً: أن لا ينظر إلى فرجها

[ ثانياً: أن لا ينظر إلى فرجها؛ لأنه قد يسبب له كراهيتها، وهو مما ينبغي أن يحذر ] كراهية المرأة ينبغي أن تحذر، والنظر إلى الفرج ورد أنه يسبب كراهية للزوجة.

ثالثاً: أن يقول: بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا

[ ثالثاً: أن يقول: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا ] أي: من ولد في هذا الجماع، هذا قبل أن يولج ذكره في فرجها [ لترغيب رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك بحديث متفق عليه بلفظ: ( لو أن أحدكم) ] يخاطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجال المؤمنين المسلمين [ ( إذا أراد أن يأتي أهله قال: اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا) ] وبسم الله أولاً، بسم الله ثم يقول: (اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا) ما الحكمة في هذا؟ ما السر؟ ما الفائدة؟ يقول عليه الصلاة والسلام: [ ( فإنه إن يقدر بينهما ولد -في ذلك الجماع- لم يضره الشيطان أبداً ) ].

معاشر المستمعين! احفظوا هذا الذكر: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا، وعدم النظر إلى الفرج.

رابعاً: حرمة وطئها في حيض أو نفاس

[ رابعاً: يحرم أن يطأها في حيض أو نفاس ] إذا كانت زوجته حائضاً أو نفساء يحرم عليه وطؤها، لا يجامعها [ وقبل الغسل منهما بعد الطهر ] أيضاً، كانت حائضاً وانتهت الحيضة، ما اغتسلت بعد، لا يجامع حتى تغتسل، كانت نفساء وانتهى دم النفاس، تجاوزت الأربعين يوماً، لا يجامعها إلا بعد أن تغتسل [ لقوله تعالى: فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ [البقرة:222] ] يتطهرن، آية كريمة من سورة البقرة.

خامساً: حرمة وطئها في غير القبل

[ خامساً: يحرم عليه ] أي: على الزوج [ أن يطأها في غير القبل ] حرام عليه أن يجامعها أو ينكحها في غير القبل، والقبل هو الفرج الذي تبول منه، وهو أمامها [ لما ورد من التشديد في ذلك، كقول الرسول -الكريم- صلى الله عليه وسلم: ( من أتى امرأة في دبرها لم ينظر الله إليه يوم القيامة ) ] ذكره القرطبي في تفسيره.

إذاً: يحرم عليه أن يطأها في غير القبل، والدليل ما ورد من التشديد في ذلك كقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( من أتى امرأة في دبرها لم ينظر الله إليه يوم القيامة ) ، أي ذنب أعظم من هذا؟ أي إثم أكبر من هذا الفعل؟!

سادساً: أن لا ينزع قبل انقضاء شهوتها

[ سادساً: ] من آداب الفراش أيها الفحول [ أن لا ينزع قبل انقضاء شهوتها ] قبل أن تنتهي شهوتها، لماذا؟ [ لما في ذلك من أذيتها، وأذية المسلم محرمة ] إذا أولج ذكره في فرجها لا ينزعه حتى تلتذ وترغب بذلك، أما أن يولج ذكره في فرجها، ويتلذذ دقيقة ثم ينزع، ويتركها وما تلذذت، فيه أذية لها، وأذية المسلم حرام.

سابعاً: أن لا يعزل كراهية الحمل إلا بإذنها

[ سابعاً: أن لا يعزل كراهية الحمل إلا بإذنها ] لا يعزل ماءه من فرجها إلا إذا وافقت هي وأذنت بذلك؛ لأنه يولج ذكره منتصباً قبل أن يمني يخرجه حتى يمني خارج الفرج، هذا هو العزل [ وأن لا يعزل إلا لضرورة شديدة ] تتطلب ذلك.

أولاً: لا يعزل ماءه عن مائها إلا بإذنها.

ثانياً: لا يعزل لا هو ولا هي إلا من ضرورة، حتى لو أذنت هي بدون ضرورة لا ينبغي أن نمنع الولد ووجود الأولاد، إلا من ضرورة، كمرض أو سفر أو ما إلى ذلك.

قال: [ لقوله صلى الله عليه وسلم عن العزل: ( هو الوأد الخفي ) ] هو قتل الطفل الخفي، الموءودة المقتولة.

العزل: عزل ماء الرجل وماء المرأة حتى لا يكون الولد هو قتل ولداً، ليس بضرر، لكنه وأد حقيقة، منعنا الولد أن يكون.

ثامناً: يستحب له إذا أراد معاودة الجماع أن يتوضأ الوضوء الأصغر

[ ثامناً: يستحب له- لا يجب- إذا أراد معاودة الجماع أن يتوضأ الوضوء الأصغر ] من آداب الفراش إذا جامع وفرغ، وأراد أن يجامع مرة أخرى، ينبغي أن يتوضأ أولاً وضوء الصلاة، على وجه الندب والاستحباب والآداب [ وكذا إذا أراد أن ينام ] جامع امرأته وأراد أن ينام، يستحب له أن يتوضأ وينام على وضوء، أما إذا اغتسلا فأمر ثانٍ [ أو ] أراد [ أن يأكل قبل الاغتسال ] جامع وأراد أن يأكل، يتغدى أو يتعشى، يستحب له أن يتوضأ أولاً ثم يأكل.

تاسعاً: يجوز له أن يباشرها وهي حائض أو نفساء في غير ما بين السرة والركبة

[ تاسعاً: يجوز له ] أي للزوج [ أن يباشرها وهي حائض أو نفساء في غير ما بين السرة والركبة ] يجوز للرجل أن يباشر ويتلذذ بزوجته وهي حائض أو نفساء، لكن ما فوق السرة وما دون الركبة، أما الفرج فلا، جائز هذا، وذلك [ لقوله صلى الله عليه وسلم: ( اصنعوا كل شيء إلا النكاح ) ] اصنع كل شيء مع امرأتك وهي حائض أو نفساء إلا النكاح فلا.

[ أولاً: ملاعبة الزوجة ومداعبتها بما يثير داعية الجماع عندها ] يا أيها الفحل! هذا الأدب لا تنساه، ملاعبة الزوجة ومداعبتها بما يثير داعية الجماع في نفسها، ليس من أول مرة تنكب عليها كالبعير.

[ ثانياً: أن لا ينظر إلى فرجها؛ لأنه قد يسبب له كراهيتها، وهو مما ينبغي أن يحذر ] كراهية المرأة ينبغي أن تحذر، والنظر إلى الفرج ورد أنه يسبب كراهية للزوجة.