برنامج يستفتونك - الاستغفار [1]


الحلقة مفرغة

المقدم: الحمد لله حق حمده، والصلاة والسلام على رسوله وعبده، أما بعد:

فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وحيهلا بكم إلى لقاء جديد من لقاءات برنامجكم الإفتائي المباشر يستفتونك، أرحب في مطلع هذا اللقاء باسمكم وباسم فريق العمل بالغ الترحيب بضيف اللقاء ضيف البرنامج، والذي سيتولى مشكوراً مأجوراً التوضيح والبيان لموضوع هذه الحلقة، ومن ثم التكرم بالإجابة عن أسئلتكم واستفساراتكم.

أرحب بصاحب الفضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن ناصر السلمي أستاذ الفقه المقارن في المعهد العالي للقضاء في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، أهلاً بك.

الشيخ: حياك الله يا شيخ ناصر ! وحيا الله المشاهدين والمشاهدات لقناة الرسالة.

المقدم: حياكم الله.

إذاً حيا الله شيخنا الكريم، وحياكم الله أينما حللتم وحيثما يصلكم بث شاشتكم الرسالة.

أرحب بكم وأشكر لكم بادئ هذه الحلقة وكل حلقة تجشمكم البقاء معنا طيلة دقائقها وثوانيها. أرجو من الله العلي الأعلى الذي وفقنا لهذا اللقاء أن ينفعنا به، وينفع به المتحدث والمحاور، وأيضاً المستمع والمشاهد الكريم.

مشاهدينا الكرام! الحديث مع صاحب الفضيلة يُثرى في أبواب الفقه، نأخذ استراحات وربما وقفات من بعض الموضوعات التي تهمنا، وتحفز فينا الهمم لنيل رضوان الله جل في علاه، ومن ثم الدخول إلى الجنان.

من تلك الموضوعات الاستغفار قد يغفل عنه كثير من إخوتنا وأخواتنا! بل قد نغفل عنه نحن أنفسنا كثيراً، الاستغفار فضله وأهميته، وما حال المصطفى صلى الله عليه وسلم مع هذه العبادة العظيمة، مزيداً من التوضيحات مع شيخنا الجليل تفضل يا شيخ!

الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

مسألة الاستغفار كلما تأملها المتأملون وعرف فضلها العارفون كلما عرفوا تقصيرهم في جانب حق الله جل جلاله وتقدست أسماؤه، وحينما ندلف إلى هذا الموضوع العظيم -موضوع الاستغفار- فلا بد من تقرير معنى مهم، وهو أن القلوب والعباد مهما اغتنوا في أمور الدنيا فإن قلوبهم فقيرة في جانب الله سبحانه وتعالى، هذا المعنى العظيم لا بد بل يجب أن يستحضره الإنسان وخاصة المسلم، أن يستحضره استحضاراً تاماً، فالعبد المسكين مهما اغتنى ومهما بلغ من الجاه شأوه، ومن المال علاوته فإنه لا بد أن يفتقر إلى الله سبحانه وتعالى.

هذا الافتقار كلما عظم في حق العبد كلما نال رفعة وميزة عند الله سبحانه وتعالى؛ ولهذا قال الله جل جلاله وتقدست أسماؤه: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ [فاطر:15]، فقوله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ [فاطر:15]، فيه معنى لطيف ومعنى بديع، وهو أن العباد فقيرهم وغنيهم، ذكرهم وأنثاهم، مسلمهم وكافرهم كلهم محتاجون إلى الله سبحانه وتعالى، هذه الحاجة كلما استحضرها العبد كلما افتقر إلى الله، وانكسر بين يدي الله سبحانه وتعالى، وعرف أنه محتاج إلى الله حاجة الجسد إلى الطعام والشراب بل هو أشد؛ ولهذا لا يمكن أن يتصور أن يبقى النبات باقياً إذا لم يسق بالماء، فكذلك القلوب لا يمكن أن تبقى صامدة إلا بذكر علام الغيوب؛ ولأجل هذا الافتقار يجب على العبد أن يستحضر أنه مهما أطاع الله ليله ونهاره؛ فإنه مقصر في جنب الله سبحانه وتعالى؛ ولهذا قال القائل:

ما للعباد عليه حق واجب كلا ولا سعيٌ لديه ضائعُ

إن عذبوا فبعدله أو نعموا فبفضله وهو الكريم الواسعُ

وكلما ذهب العبد إلى المخلوق الضعيف الهزيل كلما نقص قدره عند المخلوق، ونقص قدره عند الله سبحانه وتعالى، وكلما أنزل المخلوق حاجته إلى المخلوق نقص قدره عند الله، وعند المخلوقين، وكلما أنزل حاجته إلى الله عظم عند الله وعظم عند المخلوق؛ ولأجل هذا جاء الاستغفار.

المقصود بالاستغفار

الاستغفار معناه أن تفتقر إلى الله وتعترف أنك مذنب، وأنك مقصر في جنب الله سبحانه وتعالى، وأذكر حديثاً رواه الطبراني والحديث وإن كان في سنده ضعف لكن أشار العلامة ابن القيم على أن معناه صحيح، وهو: (أنه كان رجل ممن كان قبلنا عبد الله ستين سنة على رأس جبل يصوم النهار ويقوم الليل لا يفتر، فقال الله سبحانه وتعالى بعدما أماته: خذوا عبدي فأدخلوه الجنة برحمتي)، هذا العبد ظن أن ستين سنة كفيلة بأن تؤدى نعم الله عليه، فقال الله سبحانه وتعالى: (زنوا عبادة عبدي ستين سنة بنعمة البصر التي أعطيته إياها)، فوزن الله سبحانه وتعالى بالميزان الذي قال الله في حقه: وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ [الأنبياء:47]، فقال الله سبحانه وتعالى حينما أراد أن يعامله بعدله جل جلاله وتقدست أسماؤه، (زنوا عبادة عبدي ستين سنة بنعمة البصر فرجحت بهن نعمة البصر، فقال الله للزبانية الذين يحرسون النار: خذوا عبدي إلى النار، قال: فأخذ الزبانية هذا العبد، فقال: ربي بل برحمتك بل برحمتك، فضحك الله جل جلاله وتقدست أسماؤه، وقال: أدخلوا عبدي الجنة برحمتي)، لأجل هذا المعنى قال صلى الله عليه وسلم كما روى مسلم في صحيحه: (واعلموا أن أحدكم لن يدخل الجنة بعمله قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟! قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته).

وانظر إلى المعنى اللطيف في قول الله تعالى حينما وصف العباد العارفين الذين يصفون بالليل أقدامهم، ويبكون لله جل جلاله وتقدست أسماؤه، وقد امتلأت قلوبهم هيبةً وعظمةً، وخشوعاً وإنابة لله تعالى: كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ [الذاريات:17-18]، لماذا ذكر الله الاستغفار؟ لأنهم وإن قاموا والناس نيام، وصلوا والناس نيام، وتهجدوا والناس غافلون؛ فإن الله سبحانه وتعالى يعلم أن هذا العمل لا يساوي شيئاً بجانب رحمة الله وفضله، فلأجل ذلك كانوا يستغفرون الله جل جلاله؛ لأجل نقصهم مهما فعلوا.

غفلة الناس عن الاستغفار

يجب علينا أن نستحضر أن القلب يصاب بالغفلة، يصاب بالذهول، يصاب بعدم ذكر الله سبحانه وتعالى، فلا بد للعبد أن يستحضر هذا ويكثر من الاستغفار؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: ( أيها الناس إنه ليغان على قلبي )، هذا الرسول صلى الله عليه وسلم الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر يقول: ( إنه ليغان على قلبي، وإني لأستغفر الله في المجلس الواحد أكثر من سبعين مرة )، وفي رواية أبي هريرة : (أكثر من مائة مرة)، وهذا يدل أيها الإخوة والأخوات! على أننا محتاجون إلى أن نكثر من الاستغفار.

من منا لم تصبه الدنيا بلأوائها وبشظفها وبفحيحها؛ فلأجل هذا لا بد له من الاستغفار علَّ ذنوباً أن تغفر، وعلَّ سيئات أن تمحى، وعلَّ اكفهرار جبين أن يزال بكثرة الاستغفار؛ فإن العبد إذا أكثر من الاستغفار فإن الله يجعل له من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجا، كما نص على ذلك ربنا جل جلاله وتقدست أسماؤه بقوله: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا * مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا [نوح:10-13]، فلأجل هذا ينبغي أن نلاحظ أننا بحاجة إلى أن يلهج لساننا بذكر الله وبالاستغفار، فإن ذلك سبب أكيد بإذن الله إلى أن يقترب العبد إلى الله، وإذا اقترب العبد إلى الله فإن الله سبحانه وتعالى سوف ينزل كلاءته ومنته ورحمته إلى عبده المسكين، وحينئذٍ يكون مرتفعاً عند الخالق وعند المخلوق.

المتصل: نزل علي ماء ويأتيني ألم مثل ألم الدورة قبل الدورة بيومين هل أترك الصلاة؟

الشيخ: طيب، الماء هذا لونه فيه كدرة وصفرة، أو ماء؟

المتصل: قليل ليس كثيراً لكن نفس آلام الدورة ويكون قبل الدورة بيومين.

الشيخ: هل هي مستمرة دائماً هكذا؟

المتصل: لا قبل أن تتقدم بي العمر لم أكن هكذا من سنتين.

المقدم: معنا أيضاً الأخت الكريمة نوره من السعودية تفضلي.

المتصل: السلام عليكم.

المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

المتصل: لو سمحت عندي عدة أسئلة. الأول: هل يجوز لباس اللون الأبيض سواء كان ثوباً أو حجاباً للمرأة؟

الثاني: هل يجوز المرور من الميقات دون الاغتسال أو الصلاة فيه؟

الثالث: ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم عن موت الفجأة، فما هي الأدعية والتعوذات لنا؟

الرابع: هل يجوز قراءة القرآن من الحفظ دون مس المصحف أيام العذر؟

المقدم: معن أم مشهد من الجزائر.

المتصل: عندي سؤالان: السؤال الأول: هل ضمة القبر صحيح أو غير صحيح؟

المتصل: السؤال الثاني: يا شيخ! فتنة القبر هل تكون للمكلفين وغير المكلفين؛ لأن من دعاء جنازة الطفل، قال صلى الله عليه وسلم: ( اللهم قه عذاب النار وفتنة القبر ).

الشيخ: نعم.

المقدم: شكراً لك.

الاستغفار معناه أن تفتقر إلى الله وتعترف أنك مذنب، وأنك مقصر في جنب الله سبحانه وتعالى، وأذكر حديثاً رواه الطبراني والحديث وإن كان في سنده ضعف لكن أشار العلامة ابن القيم على أن معناه صحيح، وهو: (أنه كان رجل ممن كان قبلنا عبد الله ستين سنة على رأس جبل يصوم النهار ويقوم الليل لا يفتر، فقال الله سبحانه وتعالى بعدما أماته: خذوا عبدي فأدخلوه الجنة برحمتي)، هذا العبد ظن أن ستين سنة كفيلة بأن تؤدى نعم الله عليه، فقال الله سبحانه وتعالى: (زنوا عبادة عبدي ستين سنة بنعمة البصر التي أعطيته إياها)، فوزن الله سبحانه وتعالى بالميزان الذي قال الله في حقه: وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ [الأنبياء:47]، فقال الله سبحانه وتعالى حينما أراد أن يعامله بعدله جل جلاله وتقدست أسماؤه، (زنوا عبادة عبدي ستين سنة بنعمة البصر فرجحت بهن نعمة البصر، فقال الله للزبانية الذين يحرسون النار: خذوا عبدي إلى النار، قال: فأخذ الزبانية هذا العبد، فقال: ربي بل برحمتك بل برحمتك، فضحك الله جل جلاله وتقدست أسماؤه، وقال: أدخلوا عبدي الجنة برحمتي)، لأجل هذا المعنى قال صلى الله عليه وسلم كما روى مسلم في صحيحه: (واعلموا أن أحدكم لن يدخل الجنة بعمله قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟! قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته).

وانظر إلى المعنى اللطيف في قول الله تعالى حينما وصف العباد العارفين الذين يصفون بالليل أقدامهم، ويبكون لله جل جلاله وتقدست أسماؤه، وقد امتلأت قلوبهم هيبةً وعظمةً، وخشوعاً وإنابة لله تعالى: كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ [الذاريات:17-18]، لماذا ذكر الله الاستغفار؟ لأنهم وإن قاموا والناس نيام، وصلوا والناس نيام، وتهجدوا والناس غافلون؛ فإن الله سبحانه وتعالى يعلم أن هذا العمل لا يساوي شيئاً بجانب رحمة الله وفضله، فلأجل ذلك كانوا يستغفرون الله جل جلاله؛ لأجل نقصهم مهما فعلوا.

يجب علينا أن نستحضر أن القلب يصاب بالغفلة، يصاب بالذهول، يصاب بعدم ذكر الله سبحانه وتعالى، فلا بد للعبد أن يستحضر هذا ويكثر من الاستغفار؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: ( أيها الناس إنه ليغان على قلبي )، هذا الرسول صلى الله عليه وسلم الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر يقول: ( إنه ليغان على قلبي، وإني لأستغفر الله في المجلس الواحد أكثر من سبعين مرة )، وفي رواية أبي هريرة : (أكثر من مائة مرة)، وهذا يدل أيها الإخوة والأخوات! على أننا محتاجون إلى أن نكثر من الاستغفار.

من منا لم تصبه الدنيا بلأوائها وبشظفها وبفحيحها؛ فلأجل هذا لا بد له من الاستغفار علَّ ذنوباً أن تغفر، وعلَّ سيئات أن تمحى، وعلَّ اكفهرار جبين أن يزال بكثرة الاستغفار؛ فإن العبد إذا أكثر من الاستغفار فإن الله يجعل له من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجا، كما نص على ذلك ربنا جل جلاله وتقدست أسماؤه بقوله: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا * مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا [نوح:10-13]، فلأجل هذا ينبغي أن نلاحظ أننا بحاجة إلى أن يلهج لساننا بذكر الله وبالاستغفار، فإن ذلك سبب أكيد بإذن الله إلى أن يقترب العبد إلى الله، وإذا اقترب العبد إلى الله فإن الله سبحانه وتعالى سوف ينزل كلاءته ومنته ورحمته إلى عبده المسكين، وحينئذٍ يكون مرتفعاً عند الخالق وعند المخلوق.

المتصل: نزل علي ماء ويأتيني ألم مثل ألم الدورة قبل الدورة بيومين هل أترك الصلاة؟

الشيخ: طيب، الماء هذا لونه فيه كدرة وصفرة، أو ماء؟

المتصل: قليل ليس كثيراً لكن نفس آلام الدورة ويكون قبل الدورة بيومين.

الشيخ: هل هي مستمرة دائماً هكذا؟

المتصل: لا قبل أن تتقدم بي العمر لم أكن هكذا من سنتين.

المقدم: معنا أيضاً الأخت الكريمة نوره من السعودية تفضلي.

المتصل: السلام عليكم.

المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

المتصل: لو سمحت عندي عدة أسئلة. الأول: هل يجوز لباس اللون الأبيض سواء كان ثوباً أو حجاباً للمرأة؟

الثاني: هل يجوز المرور من الميقات دون الاغتسال أو الصلاة فيه؟

الثالث: ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم عن موت الفجأة، فما هي الأدعية والتعوذات لنا؟

الرابع: هل يجوز قراءة القرآن من الحفظ دون مس المصحف أيام العذر؟

المقدم: معن أم مشهد من الجزائر.

المتصل: عندي سؤالان: السؤال الأول: هل ضمة القبر صحيح أو غير صحيح؟

المتصل: السؤال الثاني: يا شيخ! فتنة القبر هل تكون للمكلفين وغير المكلفين؛ لأن من دعاء جنازة الطفل، قال صلى الله عليه وسلم: ( اللهم قه عذاب النار وفتنة القبر ).

الشيخ: نعم.

المقدم: شكراً لك.

معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إلا أن يتغمدني الله برحمته)

المقدم: أعود صاحب الفضيلة، الرسول عليه الصلاة والسلام فيما أحفظ ويحفظ غيري من أهل العلم، ومن كتب العلماء، ومما أُثر في السنة أنه عليه الصلاة والسلام قال له أصحابه يوماً: ( ولا أنت يا رسول الله! - في شأن دخول الجنة برحمة الله - قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله بواسع رحمته )، وهو من هو عليه الصلاة والسلام خير البشر، هذا جانب.

الجانب الثاني: كيف يمكن للمسلم أن يضمن قبول عمله الصالح كما أثر عن بعض السلف: لو علمت أن الله عز وجل تقبل مني ركعتين لاتكلت قالوا: ولمَ؟ قال: لأن الله يقول: إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ [المائدة:27]؟

الشيخ: هنا يجب أن نعلم أن العبد حينما يطيع الله سبحانه وتعالى فإن هذا سبب من أسباب دخول الجنة، وليس من باب المعاوضة، بمعنى أن العبد إذا عمل فبسبب عمله يدخل الجنة، وليس دخول الجنة مقايضة أو معاوضة؛ ولهذا قال العلماء كـابن القيم و ابن الجوزي في كتابه العظيم زاد المسير في قول الله تعالى: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ [النحل:32]، أن الباء في (بما) سببية وليست باء المعاوضة؛ ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( لن يدخل أحدكم الجنة بعمله )، الباء هنا باء المعاوضة: ( قالوا: ولا أنت؟ قال: ولا أنا )، فأنت الآن كأنك إذا عملت يلزم من عملك أنك تدخل الجنة؟ لا، هذا لا يلزم، فأنت عملك سبب لأن يغفر الله لك ذنوبك، ويحط عنك سيئاتك، لكن ليس هذا من باب المعاوضة؛ لأن المعاوضة معناها: حق واجب على الله، وليس للعباد حقوق على الله سبحانه وتعالى؛ ولهذا صدق القائل حين قال:

ما للعباد عليه حق واجب كلا ولا سعي لديه ضائع

فالأول: من باب المعاوضة، والثاني: من باب السببية، ولأجل هذا نحن نعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم سوف يكون في أعلى مكان في الجنة؛ ولهذا قال جبريل كما جاء في بعض الروايات: ( لما قال للرسول صلى الله عليه وسلم: تقدم، قال: وأنت، قال: لو تقدمت لاحترقت - لأن هذا منزل الرسول صلى الله عليه وسلم- قال: فتقدمت حتى سمعت صرير الأقلام )، فهذا يدل على أن الله قد حبا محمداً صلى الله عليه وسلم قربى منه لم تكن لأحد من الخلق لا لملك مقرب ولا لنبي مرسل، وهذه الحادثة وقعت في المعراج.

السر في قبول الأعمال

أما عن قبول العمل فنحن نسمع والناس يسمعون أن عرش الرحمن اهتز لموت سعد رضي الله عنه، وهو أمضى في الإسلام ست سنين، وأيضاً صحابي آخر بشره الرسول عليه الصلاة والسلام بدخول الجنة، وهو ما أسلم إلا أول النهار، وقتل قبل صلاة الظهر ولم يركع لله ركعة، فما هذا إلا لسر في أعمالهم وهو ما في القلوب.

يقول عبد الله بن المبارك رضي الله عنه ورحمه: كم من عمل حقير تعظمه النية، وكم من عمل عظيم تحقره النية، فالمسألة مسألة نية، نحن لا بد أن يكون الإنسان مخلصاً لله في ابتدائه وفي أثنائه، وفي انتهائه.

الفارق بين أعمالنا وأعمال السلف الصالح

الفرق الذي بيننا وبين الصحابة أن الصحابة لم يكن عندهم مشالح ولا غتر ولا ثياب مثل ثيابنا، وليست القضية قضية مظاهر؛ القضية قضية قلب، فقلوبهم ليست مثل قلوبنا؛ ولأجل هذا كان عندهم من الإخلاص لله سبحانه وتعالى ما ليس عندنا، ولأجل هذا الإخلاص كان الصحابة رضي الله عنهم بإجماع السلف هم أفضل الخلق، فإذا عرفنا أن صحابياً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم نجزم أنه أفضل من أبي حنيفة ، وأفضل من مالك ، وأفضل من أحمد ، وأفضل من الشافعي ، وأفضل ممن جاء بعدهم لمزية فضيلة الصحبة، هذه مزية حبا الله سبحانه وتعالى بها كما روى الإمام أحمد عن ابن مسعود أنه قال: (إن الله اطلع على قلوب العباد فلم ير قلباً أخنع له من قلب محمد صلى الله عليه وسلم، ثم اطلع على قلوب العباد فلم ير أحسن لوزراء النبي أحسن من أصحاب النبي)، فاعرفوا قدرهم فإنهم على الحق والطريق المستقيم، فنحن حينما نعلم أن الصحابة رضي الله عنهم فيهم من الإخلاص، وفيهم من الإيمان العميق ما تهتز له الجبال الراسيات، علمنا أننا بحاجة إلى أن نزيد في الإيمان؛ ولأجل هذا يجب على العبد أن يراقب قلبه وأن يراقب نفسه، وأنا حينما أخرج إلى القناة وأفتي وأبين ربما يكون الله سبحانه وتعالى قد أعطاني أجراً حينما أبين للناس، لكن ربما يكون هذا الأجر وبالاً علي حينما أرى أن هذه رفعة لي في الدنيا تطلب مدحة مخلوق، أو أن يشار إليّ بالبنان، كما جاء في الحديث الذي رواه كعب بن مالك عند النسائي : ( من تعلم العلم ليباهي به العلماء أو ليماري به السفهاء أو ليصرف وجوه الناس إليه فالنار النار )، والحديث وإن كان في سنده ضعف، لكن معناه صحيح، وقد صححه الألباني ، ومن ذلك ما رواه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن أول من تسعر بهم النار يوم القيامة ثلاثة - ثم ذكر- ورجل تعلم العلم وعلمه، وقرأ القرآن ثم أوتي به يوم القيامة فعرفه الله نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته، وقرأت فيك القرآن، قال الله: قد كذبت، ولكنك تعلمت ليقال: عالم، وقرأت ليقال: قارئ، فقد قيل، ثم سحب حتى ألقي في النار ).

فهذه المسألة مسألة خطيرة، أنا لا أريد أن أخوف الناس من مسألة الإخلاص؛ لأن الناس ربما بسبب غفلته وعدم علمه يترك العلم الشرعي، ويترك المسائل العلمية خوفاً من الإخلاص، وهذا كله من الشيطان، نحن مطالبون أن نطيع الله سبحانه وتعالى، وأن ننشر دينه، وأن نظهر دين الله سبحانه وتعالى، ومع ذلك يكون بين العبد وبين ربه مراقبة، وإخلاص، بعض الناس يأتون ويتكلون في بعض طرائق بعض السلف، كما في بعض الكتب: أن العالم الفلاني كان لا يريد أن يعلم الناس خوفاً من الريا، هذا ليس هو المطلوب، بل المطلوب أن نبين ونعلي كلمة الله سبحانه وتعالى، فكما أن الله نصر دينه بالسيف فقد نصر دينه باللسان، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عند أبي داود والإمام أحمد من حديث أبي هريرة : ( جاهدوا المشركين بألسنتكم وأموالكم وأنفسكم )، فقدم اللسان دلالة على أن تبيين الحق وإظهار الحجة وبيان المحجة مطلب شرعي، ومع ذلك فيخلص الإنسان في نيته، كما أننا نطالب المسلمين إذا غزانا الكفار أن نجاهدهم، وأن نعلي كلمة الله سبحانه وتعالى، ومع ذلك نطالبك بالإخلاص كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( كم من قتيل بين صفين الله أعلم بنيته ).


استمع المزيد من الشيخ الدكتور عبد الله بن ناصر السلمي - عنوان الحلقة اسٌتمع
برنامج يستفتونك - فقه الخلاف [2] 2743 استماع
برنامج يستفتونك - وقفات مع الدعاء 1835 استماع
برنامج يستفتونك - الزكاة [3] 1804 استماع
برنامج يستفتونك - استغلال الإجازة 1749 استماع
برنامج يستفتونك - الزكاة [2] 1734 استماع
برنامج يستفتونك - الاستغفار [2] 1704 استماع
برنامج يستفتونك - الزكاة [1] 1653 استماع
برنامج يستفتونك - فقه الخلاف [1] 1475 استماع
برنامج يستفتونك - أحكام المسح على الجورب 1379 استماع
برنامج يستفتونك - الزكاة [4] 1084 استماع