مصيبة الدين: الضلال بعد الهدى


الحلقة مفرغة

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أيها الإخوة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أما بعد:

فهذا هو الجزء الثاني من الكلام على ظاهرة التراجع عن التمسك بشرع الله عز وجل والنكوص عن طريق الله وترك الاستقامة التي يكون عليها بعض المسلمين أحياناً ثم يتركونها.

وقد كان الدرس الماضي بعنوان: (لا ترتدوا على أدباركم) وهذا الدرس أو الجزء الثاني من الكلام بعنوان: (مصيبة الدين: الضلال بعد الهدى) لماذا يحدث؟ تكملة الأسباب، وكيف يحدث؟ وما هو العلاج؟

سبق أن تكلمنا أيها الإخوة على بعض الأسباب الذاتية أو الشخصية التي تحمل بعض الناس علىترك لطريق الاستقامة، ومن الأمور التي ذكرناها سابقاً: مسألة أهمية أن يخلع الإنسان على عتبة الإسلام جميع ملابس الجاهلية وهو يدخل طريق الاستقامة، على عتبة هذا الطريق يخلع جميع ملابس الجاهلية وأن يتخلص من كل ما علق به في ذلك المجتمع الآثم الذي كان يعيش فيه، وهاهنا أمثلة واقعية وردت في بعض الأسئلة نؤكد فيها هذا المعنى أو هذه النقطة التي كثيراً ما أودت بتمسك بعض المستقيمين إلى الهاوية، وأسوقها إليكم مختصرة قريباً مما وردت:

شاب يعود للانتكاسة في الصيف

يقول: أنا شاب قد التزمت مع رفقة صالحة ولله الحمد والمنة، ولكنني ألتزم معهم في فترة الدراسة فقط، وفترة العطلة أذهب من المنطقة التي أنا موجود فيها إلى منطقة أخرى حيث أقع في قراءة القصص الغرامية والكتب الجنسية، وذلك لأنني شابٌ قد حببت لي القراءة فأنا أقرأ جميع ما يقع تحت يدي صالحاً كان أو سيئاً، وعندما أعود إلى أصحابي الصالحين أحس بأنني قد أخطأت وأذنبت ولا بد لي من توبة، ولكنني لا أستشعر الندم في قلبي فماذا أفعل؟

إذاً: هذا شخص الآن هو يستقيم فترة معينة من السنة، ثم في نهاية السنة في العطلة الصيفية يترك الاستقامة ويقبل على أشياء من المنكرات مثل قراءة القصص المحرمة.

شاب لم يستطع ترك المسلسلات

وشخص آخر يقول: أنا شاب لم أستطع الامتناع عن مشاهدة المسلسلات اليومية مع أني شابٌ مستقيم ولا أزكي نفسي، ولكني لا أجد أن هناك تحريماً لهذه المسلسلات لأنهم لا يمثلون عراةً يعني: السبب الذي من أجله يبيح لنفسه أن يشاهد هذه المسلسلات أن الممثلين في المسلسلات لا يمثلون عراة.

فانظر إلى هذه الشبهة، يعني: كشف المرأة وجهها ورأسها وشعرها وذراعيها ويديها كل هذا ليس بعورة، واختلاط الرجال بالنساء وهذه الأشياء السيئة الموجودة في كثير من المسلسلات ليست حراماً.

شاب لم يفارق رفقة السوء

ويقول آخر: أنا شاب صالح إن شاء الله تعالى وفي الطريق المستقيم، أذهب مع أصحابي الطيبين إلى الفوائد وغيرها من الأشياء الهادفة، ولكن في حارتنا شبابٌ غير صالحين لهم بعض المعاصي الظاهرة مع أنهم يصلون، أذهب معهم إلى الملعب للكرة وأذهب إلى مجالسهم مجاملة لهم، فانصحوني.

فإذاً: هذا رجل مازال على علاقة بأصحابه الأول ويزاول معهم اللعب ويحضر مجالسهم، والمجالس هذه طبعاً فيها أشياء كثيرة لا ترضي الله، لماذا يحضر المجالس؟ مجاملة لهم.

شاب اهتم بغيره وأهمل نفسه

ويقول آخر: أنا شاب في الثانية والعشرين من عمري، أدرس في المرحلة الجامعية، أصرف أغلب وقتي في الدعوة إلى الله وأهتم بإخواني وأحاول تقوية إيمانهم وأنسى نفسي، حتى أصبحت ضعيفاً في دراستي وفي إيماني، ماذا أعمل؟ أنا في حيرة من أمري، وأفكر دائماً في ترك زملائي الطيبين وعدم الاهتمام بهم، أرشدوني.

هذه المشكلة طبعاً سببها عدم التوازن، إن لنفسك عليك حقاً ولإخوانك عليك حقاً فهذا الشخص لم يستطع أن يوازن بين حق نفسه وحق إخوانه، فهو يصرف كل وقته إليهم، ولا يجد وقتاً يقرأ القرآن مثلاً لنفسه أو يذكر الله لنفسه أو يعمل الطاعات الفردية لنفسه، أو يذاكر، ولذلك فهو مقصر في الدراسة، فلما وجد نفسه على شفا هلكة ومستواه الدراسي قد تردى .. وجد بأن الحل أن يترك الناس الطيبين؛ لأنه لا بد أن يعدل من وضعه الدراسي، السبب إذاً عدم الموازنة.

شاب وشابة وقعا في المحادثات الهاتفية

وهذا آخر يقول: أنا شاب في الثانية والعشرين من عمري، وحدث أني تعرفت على فتاةٍ بواسطة الهاتف، وقد قويت علاقتي بها وأنا معها منذ سنتين وليس بيننا شيءٌ إلا الذي يكون بين الأصدقاء عادة من حديث، كما أنني أقوم على تلبية حاجاتها ومساعدتها في الدراسة وغيرها -يشرح الكلمات الصعبة ويحل لها المسائل- وأنا لا أدري ما حكم عملي هذا؟ وإني أرغب وهي أن ننهي هذه العلاقة لأننا نحس في صدورنا أنها غير صحيحة، مع العلم أن علاقتنا سامية للغاية.

المفروض بما أن هذا الإحساس من زمان يحدث أنه لا بد أن تنهى هذه العلاقة، يعني: سبحان الله العظيم! رجل أجنبي يتكلم مع امرأة أجنبية في الهاتف ماذا نتوقع وماذا ننتظر ولمدة سنتين، يعني: كأنه يكلم أخته وهي تكلم أخاها، هذه الأشياء العجيبة التي تقع اليوم في واقع بعض الناس تنبئ عن سطحية في فهم معنى الاستقامة، وأنه لا بأس من إقامة العلاقات مع النساء الأجنبيات في الهاتف، والشيطان يضحك ويلبس ويقول له: العلاقة السامية وأنت تساعد، وهذه أخوة في الله.

سبحان الله العظيم! انظر إلى الشيطان كيف يستغل المداخل وكيف يلعب بعقول الكثيرين حتى يوقعهم، ولا نستغرب إذا حدث وكان في بعض الأشياء أن تنتهي المسألة بالعلاقة أو بالملاقاة وما يحدث بعدها من سبل الشيطان، نسأل الله السلامة.

شاب يخشى الوقوع على محارمه

وهذا آخر يقول: إنه يحب إحدى محارمه حتى يخاف أنه يقع فيها بالزنا فما هي النصيحة؟

طبعاً هذا أيضاً من ضعف الإيمان، ولذلك كثيراً ما نقول: إنك حتى لو كانت هذه البنت أو هذه المرأة إحدى محارمك وإنك تحس بالفتنة من جلوسك معها فلا تجلس معها، ولا يجوز لك أن تخلو بها؛ لأن بعض الناس قد يحدث معهم مثل هذا الانتكاس الفطري لأن فطرة الواحد مستحيل أن تجعله يميل إلى أخته أو بنت أخيه مثلاً لأنهم من أبٍ واحد أو من أم واحدة أو أشقاء، لكن عندما يصل الانتكاس الفطري إلى هذه الدرجة فيجب عليه أن يعاملها كأنها شبه امرأة أجنبية عنه، لئلا يقع في ورطة.

شباب ما زالت عندهم رواسب من الماضي

وهذا يقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أنا شاب بدأت طريق الالتزام بقوة والحمد لله، ولكن لا زالت عندي بقايا من الماضي وهي خصلة الكذب رغم معرفتي الكبيرة بأحاديث هذا الموضوع، فما هو الحل؟

إذاً: مازالت المشكلة بقاء آثار من الماضي.

وهذا آخر يقول: باسم الله والصلاة والسلام على محمد رسول الله وبعد: فإني شاب تبت إلى الله، ولكن أصبحت أمامي مشكلة وهي فتنة النظر، أرجو أن تعلمني الدواء الشافي لهذا المرض؟

خطورة عدم اجتثاث رواسب الجاهلية

هذه طائفة من الأمثلة أيها الإخوة ذكرنا في المرة الماضية أن هذه الرواسب التي تبقى في نفس هذا الشخص المستقيم الذي فتح عينيه على النور وسلك الطريق، وأصبح له زملاء طيبون، هذه الرواسب هي التي تثور في المستقبل، تبقى مثل:

أرى خلل الرماد وميض جمـر     وأخشى أن يكون لها ضرام

فإن النار بالعودين تذكى     وإن الحرب مبدؤها كلام

الواحد أحياناً يرى الظاهر طيباً؛ لكن تحت الظاهر هناك أشياء تتفشى وأشياء تنتشر، وأشياء تقوى لأنها لم تجتث من الأصل، هذه مشكلة الكثيرين، وهي مشكلة خطيرة فعلاً أن الداء لم يجتث من الأصل، لم تعالج المشاكل كلها، لم يتخلص الشخص من آثار الماضي، فهو الآن يبدأ الحياة الجديدة ولا زالت معه الآثار السلبية السابقة؛ فلا تلبث بعد فترة من الزمن مع نوعٍ من الفتور والانشغالات الدنيوية والبرود الإيماني ونقص الإيمان أن تظهر هذه الأشياء ظهوراً قوياً مثل البركان، فيتفجر ويكون بداية السقوط وينتهي الشخص.

فإذاً: التفتيش عن هذه الأمور من سلبيات الماضي، واجتثاث المنكرات الماضية من جذورها، وألا يبقى في حياتك الجديدة أي أثر من الماضي وأي داء من الماضي هذه المسألة مهمة جداً، ينبغي أن تقف على العتبة وتتخلص وتطرح جميع الأشياء الماضية.

يقول: أنا شاب قد التزمت مع رفقة صالحة ولله الحمد والمنة، ولكنني ألتزم معهم في فترة الدراسة فقط، وفترة العطلة أذهب من المنطقة التي أنا موجود فيها إلى منطقة أخرى حيث أقع في قراءة القصص الغرامية والكتب الجنسية، وذلك لأنني شابٌ قد حببت لي القراءة فأنا أقرأ جميع ما يقع تحت يدي صالحاً كان أو سيئاً، وعندما أعود إلى أصحابي الصالحين أحس بأنني قد أخطأت وأذنبت ولا بد لي من توبة، ولكنني لا أستشعر الندم في قلبي فماذا أفعل؟

إذاً: هذا شخص الآن هو يستقيم فترة معينة من السنة، ثم في نهاية السنة في العطلة الصيفية يترك الاستقامة ويقبل على أشياء من المنكرات مثل قراءة القصص المحرمة.

وشخص آخر يقول: أنا شاب لم أستطع الامتناع عن مشاهدة المسلسلات اليومية مع أني شابٌ مستقيم ولا أزكي نفسي، ولكني لا أجد أن هناك تحريماً لهذه المسلسلات لأنهم لا يمثلون عراةً يعني: السبب الذي من أجله يبيح لنفسه أن يشاهد هذه المسلسلات أن الممثلين في المسلسلات لا يمثلون عراة.

فانظر إلى هذه الشبهة، يعني: كشف المرأة وجهها ورأسها وشعرها وذراعيها ويديها كل هذا ليس بعورة، واختلاط الرجال بالنساء وهذه الأشياء السيئة الموجودة في كثير من المسلسلات ليست حراماً.

ويقول آخر: أنا شاب صالح إن شاء الله تعالى وفي الطريق المستقيم، أذهب مع أصحابي الطيبين إلى الفوائد وغيرها من الأشياء الهادفة، ولكن في حارتنا شبابٌ غير صالحين لهم بعض المعاصي الظاهرة مع أنهم يصلون، أذهب معهم إلى الملعب للكرة وأذهب إلى مجالسهم مجاملة لهم، فانصحوني.

فإذاً: هذا رجل مازال على علاقة بأصحابه الأول ويزاول معهم اللعب ويحضر مجالسهم، والمجالس هذه طبعاً فيها أشياء كثيرة لا ترضي الله، لماذا يحضر المجالس؟ مجاملة لهم.

ويقول آخر: أنا شاب في الثانية والعشرين من عمري، أدرس في المرحلة الجامعية، أصرف أغلب وقتي في الدعوة إلى الله وأهتم بإخواني وأحاول تقوية إيمانهم وأنسى نفسي، حتى أصبحت ضعيفاً في دراستي وفي إيماني، ماذا أعمل؟ أنا في حيرة من أمري، وأفكر دائماً في ترك زملائي الطيبين وعدم الاهتمام بهم، أرشدوني.

هذه المشكلة طبعاً سببها عدم التوازن، إن لنفسك عليك حقاً ولإخوانك عليك حقاً فهذا الشخص لم يستطع أن يوازن بين حق نفسه وحق إخوانه، فهو يصرف كل وقته إليهم، ولا يجد وقتاً يقرأ القرآن مثلاً لنفسه أو يذكر الله لنفسه أو يعمل الطاعات الفردية لنفسه، أو يذاكر، ولذلك فهو مقصر في الدراسة، فلما وجد نفسه على شفا هلكة ومستواه الدراسي قد تردى .. وجد بأن الحل أن يترك الناس الطيبين؛ لأنه لا بد أن يعدل من وضعه الدراسي، السبب إذاً عدم الموازنة.

وهذا آخر يقول: أنا شاب في الثانية والعشرين من عمري، وحدث أني تعرفت على فتاةٍ بواسطة الهاتف، وقد قويت علاقتي بها وأنا معها منذ سنتين وليس بيننا شيءٌ إلا الذي يكون بين الأصدقاء عادة من حديث، كما أنني أقوم على تلبية حاجاتها ومساعدتها في الدراسة وغيرها -يشرح الكلمات الصعبة ويحل لها المسائل- وأنا لا أدري ما حكم عملي هذا؟ وإني أرغب وهي أن ننهي هذه العلاقة لأننا نحس في صدورنا أنها غير صحيحة، مع العلم أن علاقتنا سامية للغاية.

المفروض بما أن هذا الإحساس من زمان يحدث أنه لا بد أن تنهى هذه العلاقة، يعني: سبحان الله العظيم! رجل أجنبي يتكلم مع امرأة أجنبية في الهاتف ماذا نتوقع وماذا ننتظر ولمدة سنتين، يعني: كأنه يكلم أخته وهي تكلم أخاها، هذه الأشياء العجيبة التي تقع اليوم في واقع بعض الناس تنبئ عن سطحية في فهم معنى الاستقامة، وأنه لا بأس من إقامة العلاقات مع النساء الأجنبيات في الهاتف، والشيطان يضحك ويلبس ويقول له: العلاقة السامية وأنت تساعد، وهذه أخوة في الله.

سبحان الله العظيم! انظر إلى الشيطان كيف يستغل المداخل وكيف يلعب بعقول الكثيرين حتى يوقعهم، ولا نستغرب إذا حدث وكان في بعض الأشياء أن تنتهي المسألة بالعلاقة أو بالملاقاة وما يحدث بعدها من سبل الشيطان، نسأل الله السلامة.




استمع المزيد من الشيخ محمد صالح المنجد - عنوان الحلقة اسٌتمع
مصيبة عام 2000 [2] 2738 استماع
مصيبة كوسوفا 2258 استماع
مصيبتنا سمعنا وعصينا 1707 استماع
مصيبة عام 2000 [1] 1681 استماع