مصيبة عام 2000 [1]


الحلقة مفرغة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد:

فإن الله سبحانه وتعالى قد أخبرنا في كتابه عن عداوة اليهود والنصارى, وأنهم أعدى الأعداء, وأخبرنا عز وجل عن كثير من مؤامراتهم التي يحيكونها على المسلمين, وأنهم لا يزالون يمكرون مكر الليل والنهار حتى يردونا عن ديننا لو استطاعوا, وأنهم لا يرضون عنا حتى نتبع ملتهم, وأنهم قد حسدونا على ما عندنا, وأنهم يريدون أن نتبع ملتهم, والله عز وجل قد حذرنا من شرهم ومكرهم, وإذا تأملنا أطول سورتين في القرآن: (البقرة وآل عمران) لوجدنا أنهما تضمنتا كثيراً مما يتعلق باليهود والنصارى.

ومع اقتراب العام (2000) للميلاد يتسارع النبض، ووتلاحق الأنفاس، ويكثر الكلام عن أحداث عظام ستحدث بزعمهم في هذا التاريخ, وإن من المؤسف حقاً -أيها المسلمون- أن يكون أهل الضلال والكفر والانحلال يعملون في الليل والنهار؛ لتحقيق نبوءاتهم المزعومة, والمسطرة في التوراة والإنجيل, بينما يغرق المسلمون في بحار الغفلة لا يعملون بالحق الذي أنزله الله في القرآن، إلا من رحم الله.

ومع اقتراب هذه المناسبة الألفية، لا بد للمسلم أن يعرف شيئاً مما يدور حول اعتقادات اليهود والنصارى في العام ( 2000) وماذا يريدون..؟

وماذا يتوقعون..؟

وماذا يعملون لأجل هذه المناسبة؟

لأن المطلوب منا -نحن المسلمين- أن نعرف ماذا يدبر أعداؤنا, لا أن نعيش في غفلة عما يقومون به, خصوصاً وأن كثيراً من هذه التدابير تحدث في بلاد فلسطين المسلمة, وليست في أقصى الأرض بعيداً عن بلاد المسلمين، وإنما القضية في قلب بلاد المسلمين.

هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل

أما بالنسبة لليهود أعداء الله الذين يسابقون عقارب الساعة لهدم المسجد الأقصى قبل أن يحل العام (2000) والذي يصادف عندهم ذكرى مرور ثلاثة آلاف سنة على بناء مملكة إسرائيل الأولى, وأن دورة الزمان قد اكتملت عندهم, لتأتي دورة جديدة فيها إقامة ملكهم, وكذلك عند النصارى عقائد مشابهة.

فأما بالنسبة لليهود والمسجد الأقصى: فقد تضاعفت أعداد جماعاتهم المتعاونة لبناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى, فهناك أكثر من خمس وعشرين جماعة متخصصة في هذا الأمر.

والذين فتحوا النفق المشهور عام 1996م تحت المسجد الأقصى, بالإضافة إلى الأنفاق الكثيرة التي حفروها تحته, والسُعار اليهودي المتلهف نحو هدم المسجد الأقصى والكيد للمسلمين تمثل في أمور كثيرة: منها عمليات إحراق وتفجير وتدنيس وتلطيخ بالقاذورات, وفتح للنار على المصلين, وعندما يحين الموعد الذي ينتظرونه يمكن أن يقوم مئات الآلاف منهم بعمل ضخم وكبير، لهدم المسجد الأقصى وإزالته إذا لم يهبط المسجد من جراء الأنفاق الكثيرة التي يعملونها، أو يأملون أن تقع هزة أرضية في تلك المنطقة ولو بسيطة لينهار المسجد بعد أن حفروا تحته أنفاقاً كثيرة، فبقي على أساس هش.

بناء السور العازل

لقد عقدوا المؤتمرات لإعادة بناء الهيكل, وجعلوا النجمة السداسية شعارهم على كثير من الأماكن، وتحرص هذه الجماعات اليهودية لأداء دورها المنوط بها, ثم يريدون إقامة سور عازل بين المسلمين واليهود بطول 360 كيلو متراً وارتفاع 3 أمتار بأبواب إلكترونية, يريدون الفصل بين المسلمين واليهود، وأن يكون هذا الجدار مما يلي المسجد الأقصى، بمعنى حرمان المسلمين من الوصول إليه مستقبلاً, وهذا الجدار والحاجز مبني على أمور مذكورة في توراتهم المحرفة التي تقول: "إن الملكوت الذي سيحكم العالم تحيط به المرتفعات حتى لا تصل إليه قوى الظلام, وستعلو جدرانها حتى يعود التوازن إلى العالم".

وأما بالنسبة لنا: فإن هذا الجدار الذي يبنونه الآن، وهذا السور المرتفع والطويل يمثل عندنا تطبيقاً - نحن المسلمين- عملياً لقوله تعالى: لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ [الحشر:14] فهذا الجدار الذي يبنونه هو أحد الجدر التي ربما سنقاتلهم من ورائها.

البحث عن الشمعدان وإقامة مملكتهم

ومع اقتراب العام [2000م] الذي يعتقدون بأنه ستقوم فيه الأحداث الكبرى التي تعيد ملكهم إلى العالم, لا بد من تهيئة وتوطئة لإقامة ذلك الملك اليهودي العالمي, فأما دولتهم فقد أقاموها, وأما عاصمتهم فقد وحدوها على أن تكون القدس , وأما منبر دعوتهم وموضع قبلتهم فهو الهيكل, وقضيته قضية وقت, ثم تتوالى التجهيزات وتتابع فيوضع حجر أساس للهيكل في عام [1989م] أي: قبل عشر سنوات في مدخل المسجد الأقصى إيذاناً بأن البناء قد بدأ, وهذا حجر الأساس, وهم يعتقدون بالشمعدان السباعي الذي يمثل أيام الأسبوع السبعة والذي يعتقدون أنهم سيتوجون فيه على العالم في يوم السابع منه, ولذلك اتخذوه رمزاً لهم في عملاتهم وأوراقهم وواجهاتهم ومنصات احتفالاتهم ومنابرهم, فيرى اليهود أن هذا الشمعدان قد فقد وأنه لا بد من البحث عنه, ثم إن نبوءاتهم المزعومة قد صدرت الفتاوى من حاخاماتهم بشأنها، أنه لا يشترط الانتظار حتى تتحقق, بل يمكن العمل على تحقيقها, ولذلك قام أحدهم في هذا العصر المتأخر بعمل شمعدان ذهبي من ستين كيلو غراماً من الذهب، فإذا لم يوجد الشمعدان الأصلي كان هذا بديلاً له, فهذه قضية الشمعدان.

البحث عن التابوت

لا بد من البحث عن التابوت حتى يعود إلى هيكلهم، فهم لا زالوا يبحثون عنه, ويقولون: إنه في أثيوبيا تارة وفي غيرها تارة أخرى, ويجمعون المليارات لأجل عمليات البحث والبناء, ليت المسلمين يجمعون عشر معشار ما يجمعه اليهود لنشر الدعوة الإسلامية في العالم، وهي دعوة الحق, وهؤلاء يجمعون المليارات لأجل إعادة بناء الهيكل والإتيان باللوازم, إنهم يرون أن قدس الأقداس وموضع القبلة الحقيقية في داخل أروقة الهيكل.

وأن المذبح لا بد أن يكون هناك, وقد شرعوا في بناء المذبح في منطقة قريبة من البحر الميت وصمم بحيث يسهل نقله إلى الهيكل, الذي سيقام على أنقاض المسجد الأقصى.

ولادة البقرة الحمراء

عندهم قضية البقرة الحمراء التي لا بد أن تولد حتى تكتمل القضية, معتمدين على نص لديهم في التوراة، بأن بقرة حمراء صحيحة لا عيب فيها، ستولد ثم بعد ثلاثة أعوام من ولادتها ستحرق بجلدها ولحمها ودمها، وأن رمادها سيرش تطهيراً للنجس الموجود لديهم, لأن الهيكل لن يعمره بالعبادة إلا أناس مطهرون, وأن الطهارة لن تحدث والنجس لن يزول إلا برش رفات هذه البقرة, وقد أعلن قبل فترة يسيرة جداً لديهم أن البقرة الحمراء قد ولدت, في مزرعة بـحيفا , ويريدون أن يتطابق ذبح البقرة وحرق الرماد مع هذه الألفية القادمة, ويقولون: ننتظر ذلك منذ ألفي سنة -أي: وجود وولادة البقرة- ثم بناء الهيكل بعد ذلك, ولديهم بعض الاختلافات بين حاخاماتهم في شأن موعد ذبح هذه البقرة.

ولكنهم مجمعون على العمل، ونحن نعلم أن الله سبحانه وتعالى قد ذكر لنا ما يتعلق ببني إسرائيل والبقر في كتابه في موضعين, الموضع الأول: في البقرة التي ذبحت وكانت معجزة لموسى عليه السلام ليضرب ببعضها القتيل الذي لم يعرف قاتله, فيحيا بإذن الله فيخبر بقاتله.

والموضع الثاني: العجل الذي عبده قوم موسى من بعده بما أضلهم السامري , ويوجد إلى الآن طائفة من اليهود من عباد العجل يعلقون العجل قلادة في رقابهم, وهي طائفة من طوائفهم، ومدرسة من مدارسهم موجودة إلى الآن.

أما بالنسبة لليهود أعداء الله الذين يسابقون عقارب الساعة لهدم المسجد الأقصى قبل أن يحل العام (2000) والذي يصادف عندهم ذكرى مرور ثلاثة آلاف سنة على بناء مملكة إسرائيل الأولى, وأن دورة الزمان قد اكتملت عندهم, لتأتي دورة جديدة فيها إقامة ملكهم, وكذلك عند النصارى عقائد مشابهة.

فأما بالنسبة لليهود والمسجد الأقصى: فقد تضاعفت أعداد جماعاتهم المتعاونة لبناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى, فهناك أكثر من خمس وعشرين جماعة متخصصة في هذا الأمر.

والذين فتحوا النفق المشهور عام 1996م تحت المسجد الأقصى, بالإضافة إلى الأنفاق الكثيرة التي حفروها تحته, والسُعار اليهودي المتلهف نحو هدم المسجد الأقصى والكيد للمسلمين تمثل في أمور كثيرة: منها عمليات إحراق وتفجير وتدنيس وتلطيخ بالقاذورات, وفتح للنار على المصلين, وعندما يحين الموعد الذي ينتظرونه يمكن أن يقوم مئات الآلاف منهم بعمل ضخم وكبير، لهدم المسجد الأقصى وإزالته إذا لم يهبط المسجد من جراء الأنفاق الكثيرة التي يعملونها، أو يأملون أن تقع هزة أرضية في تلك المنطقة ولو بسيطة لينهار المسجد بعد أن حفروا تحته أنفاقاً كثيرة، فبقي على أساس هش.

لقد عقدوا المؤتمرات لإعادة بناء الهيكل, وجعلوا النجمة السداسية شعارهم على كثير من الأماكن، وتحرص هذه الجماعات اليهودية لأداء دورها المنوط بها, ثم يريدون إقامة سور عازل بين المسلمين واليهود بطول 360 كيلو متراً وارتفاع 3 أمتار بأبواب إلكترونية, يريدون الفصل بين المسلمين واليهود، وأن يكون هذا الجدار مما يلي المسجد الأقصى، بمعنى حرمان المسلمين من الوصول إليه مستقبلاً, وهذا الجدار والحاجز مبني على أمور مذكورة في توراتهم المحرفة التي تقول: "إن الملكوت الذي سيحكم العالم تحيط به المرتفعات حتى لا تصل إليه قوى الظلام, وستعلو جدرانها حتى يعود التوازن إلى العالم".

وأما بالنسبة لنا: فإن هذا الجدار الذي يبنونه الآن، وهذا السور المرتفع والطويل يمثل عندنا تطبيقاً - نحن المسلمين- عملياً لقوله تعالى: لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ [الحشر:14] فهذا الجدار الذي يبنونه هو أحد الجدر التي ربما سنقاتلهم من ورائها.


استمع المزيد من الشيخ محمد صالح المنجد - عنوان الحلقة اسٌتمع
مصيبة عام 2000 [2] 2741 استماع
مصيبة كوسوفا 2260 استماع
مصيبة الدين: الضلال بعد الهدى 1824 استماع
مصيبتنا سمعنا وعصينا 1711 استماع